زينب عبداللاه

حقوق الإنسان للجميع

الجمعة، 06 سبتمبر 2013 11:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كنت ممن يرفعون شعارات الدفاع عن حقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بحقوقك أو بحقوق من تحب فلا تحاول خداع الناس بأنك شخص مثالى تدافع عن حقوق الإنسان وعليك أن تنظر فى المرأة وتصارح نفسك بأنك شخص نفعى تبحث عن مصلحتك.

وإذا كنت تريد أن تختبر عدلك وموضوعيتك فعليك أن تطبق هذه المبادئ والحقوق على أعداءك قبل أصدقاءك وأن تنادى بهذه الحقوق بصرف النظر عن الأشخاص الذين يحتاجونها.

ومع تصاعد حدة الكراهية للإخوان المسلمين بصفة خاصة والتيارات الإسلامية بصفة عامة على المستويين الشعبى والرسمى والتى ساهم فيها الإخوان بشكل كبير، يتخلى الكثيرون عن أهم وأبسط مبادئ حقوق الانسان ويغمضون أعينهم عن تجاوزات كثيرة فى حق هذا التيار الذى كان الكثير من أعضائه أو المتعاطفين معه شركاء ثورة يناير.

والأمثلة على ذلك كثيرة، فى تعليقات البعض قبل وأثناء وبعد فض اعتصام رابعة: "أحسن خليهم يولعوا فيهم"، وتعليقات الكثيرين بعد اعتقال البلتاجى باقتراح إرساله إلى نخنوخ البلطجى الشهير وما صرح به وزير الداخلية نفسه فى أحد لقاءاته بأن نخنوخ طلب منه أن يرسل له البلتاجى فى سجنه فى برج العرب.

وفى حادث اختناق 38 من عناصر الإخوان فى سيارة الترحيلات، وواقعة اعتقال الفتاة سمية الشواف ابنة طبيب المستشفى الميدانى بالنهضة، وحقيقة اختفاء عدد من الشباب الذين شاركوا فى اعتصام رابعة بعد فض الاعتصام، وحيرة أمهاتهم حيث سمعت إحداهن تتمنى أن تجد ابنها الطالب بالسنة النهائية بكلية الصيدلة ولو جثة بعد أن يأست من العثور عليه حيا أو ميتا أو معتقلا.

قد يصب الكثيرون لعناتهم واتهاماتهم التى تنهال على كل من يطالب بتطبيق مبادئ حقوق الانسان على الإخوان وباقى التيارات الإسلامية المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى أو الرافضة لثورة 30 يوليو بتلك الاتهامات الجاهزة والسهلة بأنه من الخلايا النائمة للاخوان أو الخونة أعداء الجيش المصرى، وقبل أى اتهامات فان هذا المكان وما كتبناه فيه أثناء حكم الإخوان وقوتهم يحوى الرد على كل هذه الاتهامات.

وإن كان هناك من يبرر هذه التجاوزات بسرد أخطاء الإخوان أو خطاياهم وجرائمهم فإنه يمارس بهذا التبرير نفس الأخطاء التى ارتكبها الإخوان من قبل واستحقوا عنها ما حدث لهم.

فأيا كانت جرائم الإخوان فإنها لا تبرر انتهاك حقوقهم الإنسانية، وحين تدافع عن هذه الحقوق فإنك لا تدافع عن الإخوان ولكنك تدافع عن الإنسانية التى لا يجب أن تنتزع من الإخوان أو غيرهم بأى حال من الأحوال.

كما أن تعميم الأحكام والكراهية لتشمل كل من انتمى للجماعة أو تعاطف معها أو حتى انخدع بها أمر خطير يجرنا إلى مزيد من الدماء والعنف، فما حدث على سبيل المثال بعد حادث استشهاد 25 جندياً فى مجزرة رفح الثانية من حرق وتدمير ممتلكات ومحال الإخوان ومحاولة تهجير العائلات المنتمية للإخوان فى محافظة المنوفية التى كان لها النصيب الأكبر فى عدد الشهداء أمر خطير يحيد بمبدأ القصاص.

فهل ثبت أن هؤلاء المواطنون هم من حملوا السلاح وأطلقوا النار على الشهداء، وهل سنعتبر كل من انتمى لجماعة الإخوان أو تعاطف معها إرهابيا، وهل يتساوى قيادات الجماعة مع قواعدها الذين لم يتورطوا فى أعمال العنف؟

إن من يبرر ذلك بحالة الغضب التى اجتاحت الناس بسبب مجزرة رفح يتساوى مع من يبرر قتل ضباط الشرطة فى كرداسة بزعم أن من قاموا بهذه الجريمة الوحشية كان لهم ضحايا سقطوا فى فض اعتصام رابعة.

يجب أن نفصل بين قيادات جماعة الإخوان وأعضاءها أو المتعاطفين الذين لم يتورطوا فى أعمال عنف ومنهم جيراننا وزملاءنا وأصدقاءنا الذين نعرفهم ونقابلهم ونتعامل معهم كل يوم، ومن مصلحتنا ومصلحتهم ألا نساهم فى زيادة حالة الكراهية والنفور من كل المنتمين للتيارات الإسلامية حيث يتعرض الكثيرون منهم حاليا من المنتقبات أو ذوو اللحى لمضايقات على المستوى الشعبى تصل إلى حد الاعتداء، ويجب أن ندافع عن الحقوق الإنسانية لجميع المتهمين والمعتقلين من قيادات الإخوان حتى وإن كنا لا نطيق سيرتهم ومهما كانت درجة كراهيتنا أو عداوتنا لهم.

وليعرف كل رافعى شعارات حقوق الإنسان أن صمتهم أو تبريرهم لأى تجاوز أو انتهاك سيظل وصمة عار تنتقل بهم من منزلة المدافعين عن حقوق الإنسان إلى أصحاب المصالح والبوتيكات.









مشاركة

التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

محي

حقوق الانسان حسب الطلب

عدد الردود 0

بواسطة:

1

1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

فلنتريث قبل ان تجرفنا العواطف

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة