أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس أن ضرب مستودعات الأسلحة الكيماوية هى مسألة تحمل خطورة شديدة، حيث لا يستبعد تلوث البيئة والهواء بهذه الأسلحة لو تم ضرب أماكن تخزينها ومستودعتها مما يعنى المزيد من الضحايا الأبرياء فى سوريا وجيرانها على السواء، مشيرا إلى أن نفس المبدأ ينطبق على الأسلحة البيولوجية فكلاهما يندرج تحت مسمى واحد وهو أسلحة الدمار الشامل.
وقال الدكتور مجدى - فى تصريح له اليوم - إنه "سيتناول موضوع الحرب الكيماوية والبيولوجية فى ندوة علمية حول (تأثير الحرب الكيماوية على الجهاز التنفسى) يستضيفها مركز بحوث وتوثيق أدب الأطفال فى المنيل بعد غد الثلاثاء، حيث يلقى الضوء على كافة الجوانب المحيطة بهذا الموضوع الحيوى والذى يشغل الرأى العام فى تلك الفترة لما يتردد عن عزم الولايات المتحدة الأمريكية توجيه ضربة عسكرية لسوريا على خلفية استخدامها أسلحة كيماوية ضد المدنيين هناك".
وأوضح أن الحرب الكيماوية والحرب البيولوجية من أدوات الحروب القديمة والتى كانت تستخدم على نطاق واسع لسهولة تحضيرها وقلة تكاليفها وسرعتها الفائقة فى إحداث التدمير المنشود، مشيرا إلى أن الخطورة فى أسلحة الحرب البيولوجية والكيماوية هى التأثير السام على الجهاز التنفسى الذى يعجل بالوفاة بدون سماع أصوات سلاح أو رؤيته.
وأضاف أن "أسلحة الدمار الشامل محرمة دوليا حيث تؤدى إلى إحداث أضرار خطيرة ويعتبر استخدامها ضد المدنيين جريمة حرب"، لافتا إلى أنها تشتمل على الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية.
واستعرض الدكتور مجدى بدران أنواع الأسلحة الكيماوية، قائلا إنها: "تكون فى صورة سوائل أو غازات أو إيروسولات وأن إنتاجها أقل تكلفة من الأسلحة التقليدية ويمكن اعتبارها بمثابة القنابل الذرية للدول الفقيرة، حيث تتغلب الغازات الأثقل من الهواء على الدفاعات الحصينة وتتخطى الأسوار المرتفعة وتغمر الخنادق والأنفاق وتثير الرعب وتحتاج إلى عناية طبية فائقة للوقاية منها.
وأضاف أن "تلك المواد تدخل جسم الإنسان عن طريق الأنف والفم والجلد وأن كافة الأطراف المشاركة فى الحرب العالمية الأولى استخدمتها ويتم اللجوء إلى استخدامها للتأثير على جنود الأعداء وشل حركتهم أو قتلهم وعرقلة تقدم العدو والوصول إلى أهداف عميقة خلف الخطوط الدفاعية، حيث تستخدم بواسطة المدفعية أو الصواريخ أو الطائرات أو القنابل اليدوية والألغام"، مؤكدا أنها تعمل على نشر الرعب والهلع والخوف بين صفوف الأعداء مما يؤدى إلى إضعاف الروح المعنوية للعدو.
وأشار بدران إلى أن الأسلحة الكيميائية تضم كلا من غاز الخردل والتابون والسيانيد والسارين والذى يعد أكثرها سمية وسرعة فى الانتشار، حيث أنه سريع التبخر فى الهواء، موضحا أن غاز السارين تم تطويره فى ألمانيا كمبيد للآفات فى عام 1938، وأنه برز على الساحة فى ثمانينات القرن الماضى فى دعاوى استخدام السارين وعوامل الأعصاب الأخرى فى الحرب العراقية الإيرانية، وأن هناك إدعاءات عن موت 322 من السوريين فى شهر أغسطس الماضى بهذا الغاز.
ونوه بأن خطورة هذا الغاز تتحكم فيها ثلاثة عوامل هى الكمية التى يتعرض لها الإنسان، حيث يؤدى التعرض لكميات كبيرة للوفاة، وطريقة التعرض والفترة الزمنية للتعرض، مؤكدا أن التعرض لكميات قليلة أقل خطورة ويعقبه شفاء تام.
وشرح أن غاز السارين وسائر الغازات الأخرى التى تؤثر على الأعصاب تبطل قدرة النهايات العصبية على أداء مهمتها مما يؤدى إلى استمرارها فى الانقباض، وتتمثل أعراض التعرض لكميات خفيفة منه فى سيلان رشح الأنف والدموع واللعاب وألم فى العين وعدم وضوح الرؤية والتعرق المفرط والسعال وضيق النفس وتراكم البلغم والتنفس السريع والإسهال وزيارة التبول والارتباك والنعاس والضعف والصداع والغثيان والقىء وألم البطن واضطراب معدل ضربات القلب واختلال ضغط الدم وفقدان الوعى والتشنجات والشلل وفشل الجهاز التنفسى فى أداء مهمته مما قد يؤدى إلى الوفاة، مشيرا إلى أن التعرض لكميات كبيرة من غاز السارين يؤدى مباشرة إلى فقدان الوعى والتشنج والإصابة بالشلل الذى يفضى إلى الموت.
ودعا الدكتور بدران إلى مغادرة منطقة التلوث فى أسرع وقت ممكن والخروج للهواء النقى إذا حدث التعرض فى الداخل وإذا تم التعرض فى الهواء الطلق يتم التوجه إلى أعلى نقطة فى المنطقة، لافتا إلى أهمية إزالة الملابس الملوثة والتخلص منها وإبعادها عن الوجه والأنف وحفظها فى أكياس بلاستيكية لحين التخلص منها بطريقة صحيحة إلى جانب غسل العينين بماء وفير والجلد بالماء والصابون والتوجه إلى الطبيب على الفور.
وأشار إلى أن الوقاية من الأسلحة الكيماوية وقاية مكلفة لما تتطلبه من ارتداء الأقنعة والملابس الواقية وعزل المناطق المشتبه بتلوثها وعدم استعمال مياه أو أطعمة غير معروفة المصدر والحذر عند فتح الخطابات والطرود الغريبة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة