أولاً: سيقول الشعب كلمته ويوافق على الدستور مهما حاول الإرهاب تعطيل مسيرة الوطن، لكن الخوف أن يتورط بعض المؤيدين للدستور فى أعمال تزوير تسىء للمشهد العام.
ثانيًا: ليس مطلوبًا أو منطقيًا أن تخرج نتيجة الاستفتاء بموافقة «الثلاث تسعات %99.9»، أو حتى «الثلاث ثمانيات %88.8»، ومع ذلك يمارس الإعلام دورًا غريبًا لتصنيع الإجماع، ونفى الآراء المعارضة التى هى بالقطع أقلية محدودة وغير مؤثرة، وحجبها يمنحها الشعور بالمظلومية.
ثالثًا: أخشى أن يؤدى إعلام الصوت الواحد، وتصنيع الإجماع حول «نعم» للدستور، وترشيح «السيسى» للرئاسة إلى تراجع حرية الإعلام، وخسارة التعددية والتنوع فى فضاء السياسة والإعلام، وهى من أهم مكتسبات 25 يناير و30 يونيو، ولابد من الحرص على استمراريتها وتعميقها.
رابعًا: إقرار الدستور يفتح الباب مباشرة لتغيير وزارى ضرورى ومستحق، لأن وزارة الببلاوى مرتعشة، وستفشل فى إدارة الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، كما أن الشعب يريد الشعور بتغيير فى حياته للأحسن.
أما خامسًا: فالانتصار على الإرهاب وتجار الدين والسياسة يتطلب حلولًا شاملة سياسية واجتماعية وتنموية، إضافة للحل الأمنى الذى يجب ألا يكون سلاحنا الوحيد فى المعركة.. أيضًا لابد من الحرص والتوازن بين محاربة الإرهاب، وضمان الحريات، واحترام حقوق الإنسان.
سادسًا: منذ 25 يناير انتشر بيننا على نطاق واسع فيروس التكفير والتخوين، الأول يستعمله الإخوان وفلول «مرسى»، والثانى يستخدمه فلول «مبارك»، وشخصيًا أرفض التكفير والتخوين مهما كانت الأسباب والدواعى، وقد أوافق على التخوين شرط أن يكون مشمولًا بحكم قضائى نهائى.
سابعًا: فيروس التكفير والتخوين يرتبط بالفضح والتشهير، ورغم أن الفيروس كالسلاح الفاسد يمكن أن يرتد على من يستعمله ضد الخصوم، فإنه مايزال ينتشر ويفسد حياتنا السياسية والإعلامية، ويهدد بالاغتيال المعنوى للنخبة المدنية ولشباب الثورة.
ثامنًا: شباب الثورة هم قاطرة 25 يناير، ولاشك أن فيهم الصالح والنافع، وفيهم أيضا الطالح والفاسد، لكن من غير المنطقى تشويه كل شباب الثورة بلا استثناء، وإذا كان هناك عدد منهم متهم بالفساد أو العمالة، فمن الأجدى للوطن تقديمهم للقضاء العادل بدلا من التشهير بهم وبث تسجيلات لا يمكن للمشاهد الحكم على سلامتها، وما إذا كانت كافية لإدانتهم قضائيًا أم لا.
تاسعًا: ونحن نقترب من الذكرى الثالثة لـ25 يناير، لابد أن نتذكر أن الإخوان سرقوا 25 يناير لأنهم كانوا القوة الأكثر تنظيمًا وتمويلًا وقدرة على الحشد، وأعتقد أن الفلول الآن هم الأكثر تنظيمًا وقدرة على الإنفاق والحشد من بقية قوى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، لذلك أنا مقتنع بأن الفلول سيسرقون ثورة 30 يونيو.
عاشرًا: أتمنى أن تنتبه القوى الثورية لخطر سرقة الثورة للمرة الثانية، وتوحد صفوفها وتتفق على برنامج سياسى شامل للإصلاح والتغيير ضد عودة الإخوان، وضد محاولات الفلول لاستعادة هيمنتهم على الدولة والمجتمع.
حادى عشر: المشكلة أن الفلول يتمسحون فى «السيسى»، ويتحركون من أجل دفعه للترشح للرئاسة، والرجل بعيد عنهم تمامًا فكريًا وسياسيًا، والخوف أن يكون دعمهم لـ«السيسى» رئيسًا جسرًا يعبرون منه إلى الشارع فى الانتخابات البرلمانية.