سعيد الشحات

اخرجوا إلى الاستفتاء فهذا دستوركم

الثلاثاء، 14 يناير 2014 06:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إلى صناديق الاستفتاء على الدستور يتوجه الناخبون اليوم، دستور يحمل أملا للمستقبل، لا يحمل انتقاما، ولا يعبر عن فئة غالبة، فى مقابل فئة مغلوبة، دستور لا يهدف إلى تمزيق مؤسسات بلد لأغراض خبيثة، دستور لم يتم إنجازه من أجل تأديب معارضين لمن أنجزوه.

كانت ثورة 30 يونيو بمثابة تصحيح لمسار ثورة 25 يناير وما نتج عنها من تشوهات صنعتها جماعة الإخوان، وكان دستور 2012 هو أبلغ تعبير عن ذلك، لم تعط الجماعة أى اهتمام لكل النداءات التى طالبت وقتها بأن يكون الدستور معبرا عن اللحمة الوطنية، بالغت فى فن صناعة العداءات، وغلق الآذان عن كل الدعوات الوطنية المسؤولة، فخرج الدستور معبرا عنها وعن الذين دخلوا فى تحالفاتها.

سيقول البعض إن دستور 2012 أعدته جمعية بالانتخاب، لكن ما فائدة الانتخابات التى تعطيك أسوأ النتائج؟، ما فائدتها إذا كانت تفرز لك شخصيات لا تملك وعيا كافيا ثم تجدها فى قلب صناعة الدستور الذى يصنع لبلد حاضره ومستقبله؟، ما فائدتها إذا كانت تعطيك جماعة تصنع دستورا بمنطق الغالب والمغلوب؟، ما فائدتها إذا كانت تصنع دستورا يصفى الحسابات مع هذا وذاك؟، هكذا كانت الجمعية التأسيسية التى صنعتها جماعة الإخوان، فصنعت دستورا كانت نتائجه كارثية فى تمزيق الوطن، صنعت دستورا كانت الدعاية له، هى التسابق من أهله على فرز المصريين بين مؤمنين وكفار، بين مسلمين ومسيحيين، واستدعاء مصطلحات فارغة مثل وصف المعارضين له بـ«العلمانيين».

لن تتوقف نتائج الاستفتاء على إنجاز دستور عصرى حتى لو كان فيه قدر بسيط من الشوائب، فهذا أمر يمكن تداركه فيما بعد، ولكن النتائج تمتد إلى وضع هؤلاء المتنطعين باسم الدين فى حجمهم الطبيعى، بعد أن عانت مصر من ويلاتهم وجهلهم الفاضح على مدى عقود مضت.

كانت مصر عند مفترق طرق، فإما إعادتها إلى طبيعتها وهويتها الوسطية، وإما اختطافها من قلة مأجورة لحشرها فى خانة التطرف والتشدد الذى يعبر عن نفسه بسفك دماء الأبرياء، وفى هذا السياق رأينا نماذج مثل عاصم عبدالماجد وصفوت حجازى وآخرين يبشرون بالدم والإرهاب، وجاء دستور 2012 ليحمى هؤلاء، ويقدمهم بوصفهم النخبة التى ستقود مصر إلى المستقبل.

خلصتنا ثورة 30 يونيو من هؤلاء، وأظهرت بما فيه الكفاية طبيعة جماعة الإخوان، وانحيازها إلى أصلها التاريخى الذى يدعو إلى الإرهاب، وكشفت خدعتها الكبيرة بالحديث عن العمل السياسى السلمى، والارتكان إلى صناديق الانتخابات، فلو كانت كذلك بالفعل لاحترمت إرادة الشعب المصرى الذى خرج فى 30 يونيو ليقول كلمته من أجل التغيير.

واصلت جماعة الإخوان ما بدأته من إرهاب فى الأربعينيات من القرن الماضى، ووضعت خطتها الإرهابية لإجهاض خريطة الطريق التى وضعتها ثورة 30 يونيو، وسارعت فى عنفها وإرهابها من أجل إجهاض الاستفتاء على الدستور باعتباره الاستحقاق الأول فى هذه الخريطة.

خروج الناخبين فى الاستفتاء سيكون بمثابة الدرس العملى والحقيقى فى الرد عليها، سيؤدى إلى وضعها فى حجمها الطبيعى، وسيؤكد للمصريين أنها جماعة عاشت واستمدت قوتها فى غياب كلمة الشعب، وفى غياب الدولة، وها نحن الآن أمام دستور يعيد الكلمة للشعب ويعيد هيبة الدولة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة