لم أفاجأ بما قاله الزميل الكاتب الصحفى الكبير إبراهيم عيسى، فى شهادته أمام محكمة القرن -التى يحاكم فيها الرئيس الأسبق مبارك ونجلاه ووزير داخليته الأسبق اللواء حبيب العادلى وعدد من مساعدى الوزير- والسبب أن إبراهيم عيسى لم ينطق إلا بما شاهده وهو فى اعتباره الحق بعينه، ولكن عند مراهقى هوجة يناير فإن شهادة إبراهيم عيسى هى شهادة الزور، لأنه لم يستخدم أساليب التدليس والشائعات التى كان يروج لها مراهقو هوجة يناير التى امتلأت بالأكاذيب التى استخدمها أعداء الوطن لتشويه صورة مصر وليس الأشخاص، شهادة إبراهيم عيسى هى الحق بالنسبة له والباطل بالنسبة لمنتقديه، ولكنها شهادة مهمة من رجل ظل يهاجم مبارك ونظامه وأسرته فى ظل وجود مبارك على عرش مصر، لم يخش إبراهيم عيسى دولة مبارك البوليسية، لهذا كنا نصدقه وعندما انهارت دولة مبارك ظل ينتقدها ويفند خطاياها وكنا نصدقه، بل نعتبره بطلا حقيقيا لأنه لم يخش فى الحق لومة لائم، شهادة إبراهيم عيسى التى نطق بها أمام هيئة المحكمة هى شهادة الحق، فلم تكن «شو إعلامى» أو نفاقا لمبارك وهو ما يعنى أن ما قاله الثائر إبراهيم عيسى أمام المحكمة هو الصدق ولا غيره.
شهادة إبراهيم التى برأت مبارك من قتل المتظاهرين، وأكدت أنه من أبطال أكتوبر وليس خائنا للبلاد، وأن مبارك تدخل لوقف القتل بعد أن تخلى عن الحكم، وأن ما قاله مبارك بأنه يريد أن يلقى ربه ويدفن فى تراب مصر، رغم قدرته على الخروج خارج مصر كان كلاما وطنيا على مستوى شخص الرئيس، هذه هى شهادة إبراهيم عيسى الذى لم يكتف بذلك، بل فضح مراهقى يناير وعلى رأسهم أسماء محفوظ ومحمد عادل عندما قالت له المحكمة إنهما وراء ما حدث فى يناير، وإنهما تلقيا تدريبات خارج مصر وجاءت إجابة إبراهيم عيسى لتمثل أكبر عملية هجوم على هؤلاء المراهقين حيث قال «لا أستطيع أن أحمل ثورة يناير مسؤولية بعض الصبية، وأصنع منهم ثواراً أو مخططين كباراً وعظاماً، ولا يمكن للملايين الذين خرجوا فى الثورة، أن يكونوا خرجوا بسبب شاب غر مرتبك سياسياً مشوش، لا نعتبر لرأيه أهمية ولا لدوره قيمة، مثل هذا الشاب يحط من مصر وينتقص من ثورتها ويدين شعبه ويصنع أشباحاً ليست قادرة على أن تحرك بعوضة فى مصر وليس مواطناً وأنه يربأ بالثورة من تلك الأسماء»، هذه هى شهاده الثائر إبراهيم عيسى التى كنا دائما نقولها عن هؤلاء المرتزقة، وكان البعض يقول إننا نتحامل عليهم، فهل تحامل إبراهيم عيسى على هؤلاء المراهقين الذين يجب أن يختفوا من المشهد نهائيا بعد شهادة إبراهيم عيسى غير المزورة؟