هذه أيام مصر تكتب فيها سطورا من المجد والعزة والشرف والكرامة فى لحظات تاريخية استثنائية لم يشهدها التاريخ المصرى من قبل.. المصريون فى طوابير الاستفتاء على الدستور يقولون للعالم أن مصر التاريخ والحاضر والمستقبل تعشق الحياة وتعانق الأمل وبشائر النصر بعزيمة وإصرار وسواعد أبنائها، وتكره العنف والإرهاب والقتل والدم، وتنفض عن جسدها كل أمراض الخيانة والعمالة واللانتماء وتقاوم كل مخططات الاستعمار القديم والجديد.
طوابير الأمس واليوم التى احتشدت أمام اللجان فى مظهر ديمقراطى حقيقى فى عرس مصر الجديدة يرد على كل المتآمرين بقوة ويخرس ألسنة المتطاولين والحاقدين والموتورين فى واشنطن وأتباعها، هتافات العجائز وتضرعهم للسماء بأن ينصر مصر، وزغاريد النسوة وفرحة الرجال وسعادة الصغار هى رسالة مصرية خالصة بأن مصر وضعت قدمها على درب الديمقراطية وطريق المستقبل والبناء والتنمية، وأن شعبها يدرك صعوبة المشوار الذى وضعت أولى لبناته وأهم أعمدته أمس واليوم، ولكنه وبعزيمة الأباء والأبطال الأوائل الذين قهروا الاستعمار وأسقطوا أوهامه منذ أحمس وحتى جمال عبدالناصر وحطموا أسطورة العدو الصهيونى وعبروا الهزيمة والانكسار إلى النصر والفخار، مصرون على العبور الأعظم إلى الغد المشرق، وحده الشعب المصرى هو القادر على دحر كل الأعداء فى الداخل والخارج ولن تحبطه محاولات الإرهاب الفاشلة أو تهديدات الخارج الخائبة عن رسم مستقبله واستكمال ما بدأه فى 30 يونيو وتصحيح مسار 25 يناير واستعادة الثورة المسروقة من لصوص الأحلام والثورات، وإعادة مصر إلى أبنائها من براثن «الجماعة والأهل والعشيرة».
نعم أمس واليوم ليست مثل أى نعم سابقة، لأنها كلمة فارقة فى تاريخ مصر وشعبها، هى أهم وأخطر ثلاثة حروف فى حياة المصريين، لأنها المانحة الحقيقية لشرعية الثورة المصرية فى 30 يونيو وشرعية ما جرى بعدها واعتراف دامغ من المصريين بنهاية حكم الإخوان وصناديقهم المزورة ومشاريعهم الزائفة وإرهابهم الذى لم ولن يخيف المصريين الذين وقفوا أمام محكمة إمبابة يهتفون بالصوت العالى «هاننزل.. هاننزل» ردا على قنبلة الإرهاب أمام المحكمة.
لن يستطيع أحد مهما كان أن يفرض وصايته على مصر وشعبها، ففى لحظات الخطر يعرف المصرى بتكوينه الحضارى وموروثه الثقافى والاجتماعى من هو العدو ومن هو الصديق وإلى أين الطريق.
الإقبال بالأمس كان مذهلا ومبهرا ومفرحا كعادة الشعب المصرى دائما وقدرته على الإدهاش وصناعة السعادة والبهجة أو كما قال محمد طه «مصر جميلة.. خليك فاكر».