لم تكن «إيزيس» امرأة مصرية رمزًا للوفاء العجيب لزوجها أوزوريس، لدرجة أن من دموعها على مقتل زوجها تفجّرت ينابيع النيل «كما تقول الأسطورة»، بل كانت أيضًا امرأة قوية استطاعت أن تربى ابنها «حورس» وتعلمه الفروسية والشجاعة والإقدام، ليثأر لوالده الذى قتله «ست» الشرير، وخاض معارك ضروسًا، فقد فيها عينه، وتمكن فى النهاية بمساعدة والدته «إيزيس»، مصنع إنتاج الوفاء، أن ينتقم من «ست» الشرير، وأعاد مُلك والده.
هذه المرأة هى التى سطرت مجدًا عظيمًا أبهر العالم فى اليوم الأول للاستفتاء على الدستور، ووجهت لطمة قوية على وجه «النحانيح وكهنة ثورة سوكا»، والمتلونين والمخنثين سياسيًا، ونشطاء السبوبة، وقالت بصوت جهورى إن المرأة المصرية بمائة رجل، وأنا أزيد وأقول إن المرأة المصرية بألف رجل من عينة «نحانيح ثورة سوكا».
المرأة المصرية، وقفت فى طوابير طويلة تحمل أطفالها، لا تخشى الموت، متحدية تهديدات الجماعة الإرهابية، فى حين اختفى مرشحا الرئاسة السابقان الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، صاحب الوجوه السياسية المتعددة، والناشط خالد على الذى لم يحصل على أصوات توازى تعداد قرية واحدة من قرى مصر فى الانتخابات الماضية، ومع ذلك يخرج علينا كأنه يمتلك توكيلًا عامًا باسم المصريين ليتحدث نيابة عنهم.
عبدالمنعم أبوالفتوح وخالد على أعلنا مقاطعتهما الاستفتاء على الدستور، فى حين كانا يقودان الحشد للرئيس المعزول محمد مرسى، وعصرا على نفسيهما الليمون بعد فشلهما المروع فى الانتخابات الرئاسية، فى تحدٍ عجيب وغريب للإرادة الشعبية الكاسحة، وخرجت نساء مصر من اللواتى فى قامة «إيزيس» والملكة «تى» و«نفرتارى» و«نفرتيتى» ليعطين درسًا قاسيًا فى النخوة الوطنية لنحانيح الثورة وصاحب الأقنعة المتعددة عبدالمنعم أبوالفتوح، والناشط خالد على.
وبعد مقاطعة أبوالفتوح وخالد على، مرشحى الرئاسة السابقين والساقطين سقوطًا مروعًا للاستفتاء على الدستور، وإقامة المؤتمرات الصحفية لمطالبة المصريين بالمقاطعة، فإنه فى حالة أن يقول أغلبية المصريين «نعم» للدستور، فعليهما أن يعتزلا نهائيًا العمل والنشاط السياسى، دون رجعة، وعليهما أن يتناولا حبوب الخجل والكسوف، ويستحضرا ولو قليلًا من حُمرة الخجل لوضعها على وجهيهما، للاختفاء تمامًا عن الأنظار، لأن المصريين قالوها وبقوة «لقد سئمنا رؤية وجوهكما».