بداية الطريق الصحيح للعلاج، أن يعترف المريض أنه بالفعل مريض، يحتاج إلى علاج وأنه يرتكب سلوكيات خاطئة فى أسلوب حياته لابد أن يقلع عنها من أجل هذا العلاج، والأخطاء التى اركبناها منذ قيامنا بثورة يناير كثيرة، لا تحصى، أبسطها وأخطرها أننا سلمنا البلد تسليم مفتاح لمن لم يصنعوا الثورة، ولكنهم ركبوها، ووقعت بعد ذلك أخطاء كارثية الواحدة تلو الأخرى حتى وصل الأمر إلى أن كره الناس الثورة وسيرتها ووصل الأمر بالكثيرين إلى الترحم على أيام مبارك.
من الأخطاء الكارثية أيضا، أننا ونحن نزيح نظام مبارك، أخذنا الصالح مع الطالح، وشوهنا سمعة أناس شرفاء، وبأيدينا اغتلنا كفاءات، لا لشىء إلا لأن الذى أصدر قرارا بتعيينها كان حسنى مبارك، وكأنه كان المطلوب من هؤلاء الشرفاء ألا يخدموا وطنهم ما دام الذى سيصدر قرار تعيينهم هو مبارك.
أقول هذه المقدمة التى قد تبدو بديهية، وكشفتها لنا الأيام لكى أدعو قامتين مصريتين هما د. زاهى حواس ود. مفيد شهاب إلى العودة إلى ميدان العمل العام، كل فى مجاله، لأن مصر فى أمس الحاجة إلى خبراتهما. ليس هناك أهم من ملف مياه نهر النيل، ومصر تخوض معركة شرسة فرضت عليها بسبب سد النهضة الذى تريد أثيوبيا المضى قدما فى بنائه غير ناظرة إلى أضراره المؤكدة على مصر.
الملف كله يدور فى فلك قانون دولى وحقوق مصرية تحصنها اتفاقيات دولية فلماذا لا يتم الإستفادة من قامة كبيرة ومهمة مثل الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالى السابق الذى كان له دور بارز فى فريق الدفاع المصرى لاسترداد طابا وكان من أهم رجال القانون المصريين، وكل خطيئته أنه كان يشغل منصب وزارى أيام مبارك ورغم الشكاوى الكيدية التى وجهت ضده فإنه كان من الوزراء القليلين الذين لم يتم حبسهم ولم يصدر ضده أى إدانة فى أية قضية فساد وبعد التحقيق ثبت براءة ذمته المالية.
القامة الأخرى التى نحن فى أمس الحاجة إلى جهدها وخبرتها وعطائها، هى د. زاهى حواس، الذى تعادل شهرته فى العالم كله، شهرة الأهرامات، ورأس نفرتيتى، هذه الشهرة لم تأت من فراغ، ولكن الله حباه علما و"كاريزما"، وليس هناك أفضل من هذا الوقت لكى يعود زاهى لحقل العمل العام بعدأن انتهت كل التحقيقات التى أجريت معه إلى الحفظ، ولكنى أدعوه ليس للعمل كوزير أو ما شابه، فهو كعالم مصرى يشار إليه بالبنان فى أى مكان فى العالم أهم من أى وزير ولكن أدعو إلى توظيف هذه "الكاريزما" لإعادة السائح الذى طفش من مصر.
رسائل زاهى عبر وسائل الإعلام العالمية، وفى الندوات ستكون أقوى رسالة وسوف تأتى بمردود فورى. أنا على يقين أن د. مفيد شهاب، ود. زاهى حواس لن يترددا عن تلبية النداء، المطلوب فقط أن يجدا من يطيب خاطرهما ويدعوهما للعمل العام مرة أخرى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة