عادل السنهورى

عفوًا الصديق أحمد المسلمانى

الأحد، 19 يناير 2014 07:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أختلف مع الصديق العزيز أحمد المسلمانى المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية فى رأيه الشخصى بعدم الاحتفال بثورات 23 يوليو 52 أو 25 يناير و30 يونيو والاحتفال فقط بعيد الاستقلال فى 28 فبراير 1922 بمعنى ألا يكون هناك عيد وطنى للدولة مثل باقى الدول الأخرى يؤرخ بالثورات وتحديدا الثورات الأم مثل الثورة الفرنسية 14 يوليو والثورة المصرية فى 23 يوليو.
وحسب المتعارف عليه فالخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، ولذلك أقول له إن رأيه جانبه الصواب وجاء فى غير محله وتوقيته، لعدة أسباب، أولها – رغم أنه رأيى شخصى له - إلا أنه يحمل مؤسسة الرئاسة رأى أحد المنتمين لها فى الوقت الحالى ويدفع البعض إلى التشكك فى موقف الإدارة الحالية وانتمائها السياسى ويثير الجدل والشقاق وردود الأفعال الغاضبة من محاولات إلغاء أو استبدال اليوم والعيد الوطنى الأهم فى تاريخ مصر وهو ثورة 23 يوليو، والسبب الثانى أن معاهدة أو اتفاق ما تم تسميته - تجاوزا بدافع الحماس الوطنى فى ذلك الوقت - بالاستقلال فى 28 فبراير 1922 يختلف عليها المؤرخون وسميت تجاوزا بعيد الاستقلال رغم بقاء الاحتلال الإنجليزى فى مصر حتى جلاءه نهائيا عنها فى عام 54 فمصر لم تستقل بتصريح 28 فبراير بل استقلت بقيام ثورة 23 يوليو على النظام القديم والاحتلال البريطانى، ولا داعى أن نعود إلى بنود التصريح حتى نعرف إذا كانت مصر قد تخلصت من الاحتلال أو التبعية البريطانية أم لا حتى يدعو الصديق المسلمانى إلى الاحتفال به كيوم وطنى لمصر، وأظنه كباحث ومهتم قبل أن يكون مستشارا للرئيس يعرف أن مصر لم تنل استقلالها الحقيقى وإرادتها الوطنية وقرارها السياسى المستقل إلا بعد 23 يوليو.
الفرنسيون رغم كل ما حدث فى ثورة 14 يوليو 1789 مازالوا يحتفلون بها ولم يخرج أحد على الفرنسيين برأى يطالب بتغيير اليوم الوطنى بيوم تأسيس الجمهورية الخامسة مثلا على يد ديجول، فالشعب الفرنسى يعتز بثورته رغم تغيراتها واضطراباتها طوال 10 سنوات لاحقة.
لذلك فسوف تظل ثورة 23 يوليو هى الحدث التاريخى الذى لا يزال يشكل العلامة البارزة ونقطة التحول الأساسية فى تاريخ مصر ومسارها الوطنى، والتى أحدثت تغييرات جذرية فى المجتمع المصرى وامتد تأثيرها لتشكل قاعدة لدعم حركات التحرر الوطنى بقيادة زعيمها الخالد جمال عبدالناصر، ولذلك تظل ثورة يوليو باقية فى وجدان وأعماق الشعب المصرى وتظل ذكراها عيدا وطنيا يعتز به المصريون فى 23 يوليو من كل عام.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة