انتهت المحطة الأولى من خارطة المستقبل، الاستفتاء على الدستور، وفى المنيا الحضور بنسبة 26.2% وافق على الدستور بنسبة 94.7%، وتكون بذلك المنيا من اقل نسب الحضور، إلا أنها تعكس قيمة إيجابية كون المنيا عاصمة الإرهاب تاريخيا، وأعلى معدلات عنف فى السنة الأخيرة، خاصة بعد فض اعتصامى النهضة ورابعة، وخاصة عندما اكدت دراسات مركز ابن خلدون ان 40% من المعتصمين فى رابعة والنهضة كانوا من المنيا، وثانى أعلى معدلات نسب فقر بعد قرى سوهاج فى قرى المنيا، وعلى الرغم من ان المنيا بها 22061 جمعية أهلية، فإن 70% منها تتركز فى بندر ومركز المنيا، وتصل نسب عمل تلك الجمعيات فى القرى إلى أقل من 10% وفى القرى الفقيرة الحاضنة للتطرف والإرهاب تتدنى النسب إلى أقل من 2%، والمدهش أن مدينة المنيا بها أكثر من مركز لمؤسسات تنموية دولية، كذلك المنيا بها جامعة إقليمية تعد الثانية فى الصعيد بعد جامعة أسيوط، ولم نسمع عن دراسات جادة حول تلك الظواهر.
سجلت محافظة عام 2008 حوالى 42% من إجمالى حوادث العنف الطائفى على مستوى الجمهورية. وفى عام 2009 شهدت 39.2% من إجمالى حوادث العنف الطائفى على مستوى الجمهورية، وذلك فى 17 قرية تابعة لمحافظة المنيا وبعد ثورة 25 يناير ظلت محافظة المنيا محتلة المركز الأول فى نسبة حوادث العنف الطائفى، وبعد فض الاعتصامات الإرهابية سجلت المنيا أعلى معدلات عنف طائفى، من حرق كنائس واعتداءات على منشآت مسيحية إلى أكثر من 60% مما حدث على مستوى الجمهورية، لإدراك ماهية مايحدث، لابد أن نعرف أن المنيا بها مخزون تاريخى من العنف ففى عصر إخناتون عاشت المنيا أربع سنوات من العنف الدينى بعد التوحيد بين اصحاب ديانة التوحيد والديانات الأخرى، وصولا إلى ذبح قائد الحملة الفرنسية الجنرال "جماريس" أمام قرية على الأطراف الشمالية للمنيا تسمى الآن "دماريس"، وربما يجهل الكثيرون أسباب التسمية، وفى 1882 وبعد هزيمة وانكسار عرابى شهد ت المنيا المعارك بين مناصرية وخصومة، وفى ديرمواس انطلقت ثورة 1919 حينما قلب الاهالى القطار وذبحوا المحتلين البريطانيين وبعدها اختلطت الدماء بـ "زلع" العسل الأسود، وصولا لسنوات الإرهاب الدموى (1985/1997) ونالت المنيا 45% من مجمل أحداث العنف، وكانت ومازالت الحاضنة للجماعة الإسلامية، هناك 17 قرية حاضنة للإرهاب والتطرف منذ أربعين عاما فى المنيا وحتى الآن، وهناك أكثر من 140 قرية وعزبة تعيش تحت خط الفقر، وقرى أخرى تعيش على الاتجار فى المخدرات والسلاح والآثار.. ما العمل؟ ، أخشى ما أخشاه أننا بإذن الله سوف نتجاوز الاستحقاقات الثلاثة (الدستور والرئاسة والبرلمان) ونعود لعاداتنا القديمة.. النسيان.