تعالوا نتخيل مشهد الجيش المصرى يوم 30 يونيو 2013، وهو يسحق ملايين المصريين المتمردين ضد حكم الرئيس المعزول محمد مرسى وإخوانه، ثم يضع مدرعاته وأسلحته الثقيلة حول ميدانى رابعة العدوية والنهضة، لحماية الإخوان وأتباعهم، ثم نطرح السؤال الآتى: ماذا سيكون رد الجماعة الإرهابية حينها؟!
الإجابة على هذا السؤال: كانت صور السيسى ستملأ ميدانى رابعة العدوية، والنهضة، والإخوان يعلقونها فى منازلهم، والهتاف باسمه سيدوى فى سماء القاهرة، والدوحة، وأنقرة، وواشنطن، عبر قناتى الجزيرة والـ«سى إن إن»، وتخرج الفتاوى التفصيل التى تؤكد أن «السيسى»، سيف الله المسلول خالد بن الوليد، أو أسد الله حمزة بن عبدالمطلب، وحامى شرعية الصناديق، و«طز» فى شرعية الميادين التى امتلأت بأكثر من 33 مليون مصرى.
صور «السيسى»، كانت ستتحول أيضاً إلى أيقونة مقدسة، عند جماعة الإخوان وأتباعهم والمتعاطفين معهم، تتشابه إلى حد كبير مع الأيقونات المقدسة عند الإخوة الأقباط، والتى وصلت فى مرحلة ما من مراحل التاريخ القديم، إلى دواء لعلاج المرضى، عن طريق طحنها، وإذابتها فى الماء وتناولها، اعتقاداً بأن لها قدرة على طرد الشياطين الأشرار المتسببين فى الإصابة بالعلل والأمراض.
كما أن منصة رابعة ستتحول إلى أهازيج تتغنى بخصال جنرالات الجيش والشرطة، وتصفهم بالوطنيين الشرفاء، وأن البيادة أطهر من المتمردين الخونة، ويمكن لمن يرتدى البيادة أن يدخل المساجد ويصلى بها، وأن كل بقعة تدوسها البيادة ستطهرها، وتصبح مقدسة ويمكن تقبيلها والتبرك بها.
بجانب أن القنوات الدينية بداية من مصر 25، والحافظ، والناس، والحكمة، وغيرها، ستتحول إلى منابر تُسبح ليل نهار بحمد الجيش والشرطة، وتلعن فى المتمردين المردة الكفرة، الذين يقتلون العباد ويدمرون البلاد.
وعلى النقيض تماماً فإن قيادات وأعضاء الحركات والائتلافات مثل 6 إبريل، والاشتراكيين الثوريين، وجبهة الإنقاذ، والتيار الشعبى، والأحزاب المدنية، ومعظم الإعلاميين، سيلقون مصيراً أسوداً، والزج بهم فى المعتقلات، ولن يعرف لهم «الدبان الأزرق طريق جرة».
وعندما خاطر السيسى ورفاقه من أبناء الجيش، وأعلن انحيازه التام للشعب، ضد جماعة إرهابية، تحول فى لحظة إلى شيطان، وخائن.