حتى الآن، نسير فى مسار تحقيق خارطة طريق المستقبل بنجاح يتواكب مع محاولات جادة لدعم الاقتصاد المصرى، وعدم السماح بإفشال الدولة المصرية بعد 30 يونيو من بوابة الاقتصاد، مع تبريد نيران الغضب والتبرم المشتعلة منذ ثلاث سنوات دون أن تنجح أى قرارات سياسية أو اقتصادية فى استيعابها، أو إعادة توجيهها لمصلحة البلاد.
وفى الفترة الأخيرة، ظهرت المطالب بتعديل خارطة الطريق حتى يتم إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية، وحسم ملف الرئيس المقبل بدفع الفريق السيسى للترشح على خلفية شعبيته الكاسحة وبطولته فى 3 يوليو التى أنقذت المصريين ومصر من السيناريو الأسود على يد الإخوان.
ويبدو أن دوائر عليا فى الدولة وأطرافًا أساسية مشاركة فى صنع القرار قد فكرت بالفعل، وقطعت خطوات باتجاه تعديل خارطة الطريق لتقديم الانتخابات الرئاسية على البرلمانية، والضغط على السيسى للترشح للرئاسة، وهو ما ظهر بالفعل فى أكثر من تصريح للرئيس عدلى منصور وعدد من القيادات بالدولة، فضلا على إعلان وزراء وشخصيات عامة دعمها السيسى للترشح للرئاسة علانية، أو من خلال التوقيع على استمارات الحملات الداعمة للفريق.
وفى المقابل، تحاول جماعة الإخوان الإرهابية، ومعها بعض الأطراف السياسية المستفيدة من مناخ عدم الاستقرار فى مصر، والمدعومون معًا من أطراف غربية على تمرير المشروع الصهيوأمريكى فى مصر والمنطقة، كما تراهن على إمكانية قيام الإخوان بالحشد والانقلاب مرة أخرى على النظام القائم فى ثورة جديدة، وإدخال مصر النفق المظلم مجددًا!
ورغم ضعف احتمال نجاح الإخوان الذين يلفظون أنفاسهم الآن فى الحشد أو إسقاط نظام 30 يونيو، فإن ضعف المناعة السياسية للمواطنين وحالة الهشاشة التى يمر بها المجتمع، وإمكانية تغيير المزاج العام بسرعة لأتفه الأسباب، يمكن أن تجتمع معًا وتأتى برد فعل عكسى فى حال تغيير خارطة الطريق، وتقديم الانتخابات الرئاسية أولًا، حتى لو أعلن ساعتها الفريق السيسى ترشحه فيها.
القصد، أن الإيقاع الهادئ والمتمكن لصانعى القرار فى تمرير وإنجاح خارطة الطريق كما تم إعلانها فى يوليو الماضى يناسب الوضع المصرى، ويحول دون اندلاع أى هبات سياسية أو شعبية موجهة، كما يعطى فرصة لجميع الأطراف لالتقاط أنفاسها، وإعادة تقييم مواقفها، ودراسة أفضل الحلول بالنسبة للبلاد.
فى المقابل، يبقى الملف الاقتصادى والحاجات الأساسية للمواطنين، خصوصًا القطاعات الأكثر فقرًا، فى مقدمة الأدوات التى يمكن أن تدعم إنجاح خارطة الطريق وتمنحها ثقلًا وإضافة ورسوخًا أيضًا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
الاثنان معا حيث اننا استوينا واستقرينا وفهمنا