قبل أن تقرأ:
الكلمات التالية سبق وأن تم نشرها فى يوم 1 فبراير 2011، أعود بها إليك اليوم دون أى تدخل، لعلها تخبرك ببعض مما خفنا ومازلنا نخاف منه.
كل هذه الفرحة التى تغزو القلب مع كل تطور جديد فى تلك الثورة الشابة، أو مع كل تنازل أو خطوة للأمام، تقدمها دولة مبارك وهى خاضعة، وخائفة لأول مرة من كيان جديد تشكل فى مصر على يد تلك الثورة الشابة اسمه.. الشعب، يطل على أسماء أولئك اللصوص من الشبابيك الفضائية ليسرق فرحتى، ويزيد من قلقى على الأيام الصعبة التى قضيتها فى ميدان التحرير مع أبناء جيلى، نطالب بالتغيير والإصلاح الذى يضمن لنا مستقبلاً لا سواد ولا غبار فيه.
كلما سمعت صوت الدكتور البرادعى أو صوت أحد قيادات الإخوان أو أحد قيادات الأحزاب التى لا نعرف لها اسماً ولا وصفاً، يصيبنى ذلك الإحساس بالخوف والقلق على انتفاضتنا الشابة، التى يحاول هؤلاء الصامتون منذ زمن سرقتها وتشويهها، وحرق البلد عبرها، كلما سمعت صوت الدكتور النووى الذى كان هاربا كالسائح بين دول العالم، بينما الشباب المصرى يختنق بالغاز المسيل للدموع، أدركت أن ثورتنا الشابة فى خطر، كلما سمعته وهو يتحدث «متأتئا» ليطالب المجتمع الدولى بالتدخل، أو سمعت الإخوان وهم يتحدثون عن دورهم فى مستقبل البلد، أتأكد تماما من أن الثورة الشابة يحيطها خطر هؤلاء الذين أسرعوا للقفز فوق سفينتها، وسرقة دفتها لقيادتها نحو اتجاه آخر غير ذلك الذى نتمناه، اتجاه مختلف فى آخره مصالحهم لا مصالح الشعب.
أعرف أن من يتعرض للإخوان والبرادعى بسوء، سيراه الناس خائنا للثورة وللشباب، على اعتبار أن هذا الكلام ليس وقته، ولكن دعنى أخبرك أننا ظللنا لسنوات طويلة نكرر نفس الكلمة مع النظام الحالى، حتى اكتشفنا أن «وقته هذا» لم يأتِ، وأننا تأخرنا كثيراً، فسقطنا فى فخ المشاكل والأزمات والتوهان، أنا لا أناديكم بوأد ثورة الشباب، لأن أحداً لا يستطيع ذلك، ولكن أناديكم بحمايتها وحماية الوطن الذى اشتعلت من أجله تلك الثورة، أناديكم بحمايتها من هؤلاء اللصوص الذين جاءوا لميدان التحرير فى أوقات متأخرة، بعد أن هدأت ضربات الأمن، وأصبحت الكفة تميل بقوة إلى جانبنا نحن الذين تحمل أجسادنا أثار الخراطيش وعصيان الأمن المركزى، أناديكم بحماية ثورتنا من هؤلاء الذين يريدون أن يقذفوا بمكاسبها إلى أبعد مدى، ويخرجوا للشاشات متحدثين عن رؤيتهم للإصلاح بعد سنوات ظلوا فيها كالشياطين الخرس، أناديكم بأن نحفظ حقوقنا، وحق هذا الوطن علينا من أى محاولة تخريبية تحت وطأة التخويف باتهامات العمالة والتخوين، فلنقف أمام مرآة الوطن، ونفكر فى طرق أخرى غير طرقهم الملتوية، لإنقاذ هذا الوطن مستخدمين حالة خضوع السلطة، وما يمكن أن تقدمه من تنازلات لحماية هذا الوطن من دوامة فوضى تقف على أبوابه، وتدفعها قوى خارجية الله وحده أعلم بنواياها.
اغضبوا وحاكموا كل هؤلاء، سواء كان البرادعى ذلك المتغيب الغائب، أو الإخوان هؤلاء الذين ظلوا لسنوات لا هم لهم سوى حماية تنظيمهم قبل حماية الوطن، أو قيادات الأحزاب الكرتونية الورقية التى لا تعرف ألف السياسة من جوز الذرة، حاكموهم بقسوة، مثلما سنحاكم كل رموز النظام الفاسد، اجعلوا من هذا الأمر عقيدة لا تنازل عنها، عقيدة كونها ثورة الشعب فقط، ولا دخل لأى حزب سياسى أو حركة سياسية أو أى مناضل، سواء كان قديماً أو جديداً بها، انظر كيف اشتعلت وستعرف الحقيقة، وستعرف أن الشعب أقال فى ثورته هذه النظام والمعارضة معاً.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
نكسة ووكسة وخيبة تقيلة
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس /جمال عبد الناصر
عندك ألف حق
ومازلنا ندور في نفس الفلك
عدد الردود 0
بواسطة:
سهام زايد
ثانى
فينك يا استاذ دندراوى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
ايه اللى حصل يا استاذنا