مرة أخرى، يثبت كل من ينتمون إلى جماعة الإخوان الإرهابية أن كل من نزل إلى الشارع يوم 30 يونيه الماضى لإنهاء حكم الجماعة بعد عام واحد كان على حق.. وأن كل من نادى بحل هذه الجماعة ومصادرة أموالها كان على حق.. وأن كل من ساهم فى فض اعتصامى رابعة والنهضة كان على حق.
أى متابع لهذه الجماعة وتصرفاتها يتأكد أنها، رغم ما تظهره من أكاذيب التدين، هى أكثر الفئات والجماعات جهلا بالدين، وهم أكثر من شوه الإسلام ليس أمام غير المسلمين فقط، وإنما أمام المسلمين أنفسهم، بعدما اتخذوا من دماء الأبرياء وسيلة لعودتهم المزعومة للسلطة والشرعية الكاذبة.
إلا أن الواقع الذى لا يعلمه أغلب هؤلاء المنساقين وراء وهم الشرعية المسلوبة أن أفعال هذه الجماعة لن تقدم لهم إلا مزيدا من العزلة عن مجتمعهم وبلدهم، وحتى عن دينهم.. فأى دين هذا الذى يبيح القتل الجماعى الأعمى وتفجير المنشآت واغتيال الأبرياء؟ وأى دين هذا الذى الذى لا يعترف بغيرهم؟ وأى دين هذا الذى يجعل أنصاره يطالبون دولا وجيوشا أجنبية بالقضاء على جيشهم الوطنى؟.. هذا فكر فاسد وليس دينا.
هذه الجماعة هى فئة ضالة، نمت بالبلاد عبر سنوات من الخداع الدينى والتعاطف مع من كان يعتقدهم الناس متدينين ويدافعون عن الشريعة الإسلامية، التى تتبرأ من كل أفعالهم، على لسان كل رجل دين يعرف أى شىء عن سيرة النبى محمد -صلى الله عليه وسلم- وليس على لسان شيخهم الخرف القرضاوى الذى يصدق عليه قول الله تعال "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَى لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ" (70 سورة النحل).
لكن كيف سنواجه هذا الفكر الفاسد؟ هل تكفى المواجهة الأمنية فقط؟.. بالطبع لا، لأنه فكر تركناه حتى توغل وتغول بيننا.. فلابد أولا من القضاء عليه فى المدارس والجامعات التى تبث هذا الفكر فى عقول أبنائنا الصغار، وإغلاق هذه المدارس فورا.. وإعادة تقييم المدرسين المنتمين إليها، وإبعادهم عن مباشرة التدريس بشكل مباشر.. ثم السيطرة على المساجد ووضع شروط فى من يكون من حقه إمامة الناس ومخاطبتهم باسم الدين، حتى نجفف منابع هذا التطرف الأعمى والفكر الفاسد.. ثم بعد ذلك نفعل الجانب الأمنى الذى يجب أن يكون حازما وحاسما وسريعا.
وأخيرا أؤكد للجميع أن التاريخ أثبت من قبلنا أن أى فكر شاذ أو فاسد سينتهى عاجلا أو أجلا بإذن الله، إذا أحسنا التعامل معه، وتمسكنا بوحدتنا فى مواجهته، وستكون نهاية كل هذه الجماعات الفاسدة ومن ينتمون إليها، إلى مزبلة التاريخ، وإن غدا لناظره قريب.