أعلم تمامًا أن النصيحة ثقيلة الوقع على من يتلقاها، وأدرك أيضا أن صاحب السلطة يكره النصيحة والناصحين، باعتباره العليم بكل شىء، القادر على كل شىء، الملم بكل شىء، لكن ما الحيلة والرئيس الجديد لمصر سيواجه كومة لا حصر لها من المصاعب والمشكلات، هل أقول الكوارث؟ ليعبر بالوطن بحر الخطر المحدق نحو شاطئ الأمان الرحب والجميل.
أولى النصائح هى: أفرج فورًا عن كل المعتقلين السياسيين الذين لم يتورطوا لا فى ترويع ولا فى قتل المصريين - خاصة الشباب الثورى - لتبدأ عهدك بمصالحة اجتماعية شاملة، فالوطن فى حاجة إلى جهود جميع أبنائه، واضرب بيد من حديد من يهددون ويفجرون مثلما فعلوا أمس الأول فى مديرية أمن القاهرة.
النصيحة الثانية.. حذار من بطانة السوء وحاشية الفساد، واعلم أن غواية السلطة ساحرة، وأن المنافقين والانتهازيين، والآكلين على كل الموائد سيقتربون منك ويطبلون لك ويرفعونك إلى السماوات السبع، وبعضهم سيزعم أنه يوحى إليك، ولا تنس أننا مهرة فى نفاق الحاكم منذ عهد مينا موحد القطرين حتى زمن مرسى مفرّق الأحباب ومفجّر المديريات، فانتبه وتحلى بالحكمة، وتذكر أنك ميت وأنهم ميتون!
ضع المصير البائس لمن سبقوك على عرش مصر فى ذهنك على الدوام، هذه هى النصيحة الثالثة، فالملك فاروق طرد، والسادات قتل، ومبارك أقيل وسُجن، ومرسى أزيح وسجن، فلا تغرنك القوة، ولا تنخدع بالهيلمان.
الفقراء.. الفقراء.. الفقراء.. احتضن الفقراء، وارفق بهم، وخفف عنهم العذابات اليومية، واعمل جاهدًا للقضاء على الفقر من جذوره، واجتهد حتى نحتفل فى عام 2020 بأنه لا يوجد فقير واحد فى مصر يعيش تحت خط الفقر الذى حددته الأمم المتحدة بدولارين فى اليوم، هذه هى النصيحة الرابعة.
أما النصيحة الخامسة، فإياك إياك والحريات.. حرية الرأى والإبداع.. حرية التظاهر السلمى.. حرية الإضراب السلمى.. إياك أن تخدش عصفور الحرية، فالمصريون تغيروا وتذوقوا لذائذ البوح والنقد والاحتجاج، وعرفوا الطريق الرائع إلى استرداد حقوقهم المسروقة، لذا باتوا لا يطيقون صبرًا على من ينتهك حرياتهم أو يسلبها منهم.
بقى لك فى جعبتى خمس نصائح أخرى، لو تحملتنى قليلا فسأتلوها عليك فى الغد بإذن الله.