إقرار واقع:
حضرتك مستمتع طبعاً، ومنشكح، وفرحان بهذا الضحك المجانى الذى وفر عليك ثمن تذكرة المسرح أو السينما!
«خير اللهم اجعله خير».. هذا مايقوله المصريون بعد نوبات الضحك، وهذا مايجب أن تقوله أنت بعد الانتهاء من نوبات الاستمتاع والتسلية و«القهقهة» على تفسيرات سبايدر، ومحاكمة «أبلة فاهيتا» وصورة بطاطس الشرعية التى ترفع شعار رابعة، ووعد قيادات الإخوان للشباب بأن مرسى راجع القصر بعد بكرة العصر..
فجأة ياعزيزى الثورى والمثقف والمتحضر، ستجد نفسك أمام صندوق الانتخابات مضطرا لأن تختار بين مرشح فلول، أو مرشح عسكرى، أو مرشح إخوان، أو مرشح أكثر هطلا من أحمد سبايدر، وتوفيق عكاشة.. ووقتها فقط ستندم أنك لم تصرخ قائلاً: «خير اللهم اجعله خير»، وقتها فقط سنجتمع لنبكى ونعصر ليمون وبطيخ وبتنجان وهباب أسود فوق دماغنا، لأننا شربنا كل المعارك التافهة والجانبية، وسكرنا من فرط نشوة الاستمتاع والضحك دون أن ننتبه أنه لا مرشح لنا، ولا خطة ولا برنامج ولا تواجد فى الشارع..
س.. سؤال:
ألا تشعر بصوت هذه الكفوف التى تصطدم بقفاك؟، ألا تتذكر أنك فى الماضى كنت تغضب حينما يخدعك أحدهم قائلاً: «بص العصفورة».. وحينما تنظر لا تجد شيئاً، وتعود مجروحاً فى كرامتك لأن أحدهم ضحك عليك بسهولة؟، لماذا استبدلت بغضبك التلذذ بعمليات خداعك التى تمارسها السلطة، لماذا تدور حول نفسك بحثا عن العصفورة دون أن يطلب منك أحد، لماذا تستمتع بالغياب عن الواقع بالإنشغال فى تلك المعارك التافهة؟، والسؤال الأهم: هل تسمح لى بنقل الحديث عن العصفورة وخطرها على مستقبل مصر إلى مرحلة علمية ومنهجية؟!
ج.. جواب:
نحن نقترب بشدة من مرحلة المنحنيات الصعبة، الاستفتاء على الدستور، ثم الانتخابات البرلمانية، ثم الانتخابات الرئاسية، فلا تسمح لهم بأن يستغفلوك لتمرير أغراضهم عبر لعبة «بص العصفورة» الشهيرة، من تلك اللحظة وحتى تضمن نجاحاً ولو أوليا للثورة المصرية، اجعل شعارك مع السياسيين بكل أشكالهم فى السلطة، أو فى المعارضة عبارة واحدة تقول: «كلمنى فى الأصل، متكلمنيش فى الفروع».
بمعنى؟!
لا تسمح لأحد بأن يحدثك عن عيوب دستور الإخوان والمحسنات التى تم إدخالها فى الدستور الجديد، تكلم وناقش مواد الدستور الحالية فقط، ولا تسمح لأحد بأن يشغلك بمعركة بين كاتبين كبيرين، أو مهزلة بطلها أحمد سبايدر «وعروسة أبلة فاهيتا التى تحمل اسم سندوتش تفشل كل مطاعم مصر فى صناعته بجودة محترمة، فقط لا تهتم سوى بالمرشحين الجدد ومعايير اختيارهم، فقط قم بتقييم مرشحك للرئاسة وفقا للمعايير التى تريدها أنت لا تلك التى يضعونها هم».
هل تريد شكلاً منهجياً يرسم لك صورة عامة لما تتعرض له أنت من محاولات خداع وسيطرة وتزييف؟، تعال..
المفكر الكبير نعوم تشومسكى وضع نظرية هامة تحت عنوان استراتيجيات التحكم فى الشعوب، تعالى نقرأ خطواتها وأنواعها حتى لا تقع فريسة الإلهاء الإخوانى أو النخبوى أو الأمنى.
(1) استراتيجية الإلهاء: تتمثل فى تحويل انتباه الرّأى العام عن المشاكل الهامة والتغييرات التى تقرّرها النخب السياسية والاقتصادية، ويتم ذلك عبر وابل متواصل من الإلهاءات والمعلومات التافهة، اجعل الشعب منشغلا، دون أن يكون له أى وقت للتفكير (أبلة فاهيتا vs اسبايدر- تسجيلات النشطاء).
(2) ابتكر المشاكل.. ثم قدّم الحلول: فى الأول نبتكر مشكلة أو «موقفا» متوقــعا لنثير ردّة فعل معينة من قبل الشعب، وحتى يطالب هذا الأخير بالإجراءات التى نريده أن يقبل بها..
(3) استراتيجية المؤجّــل: إكساب القرارات المكروهة القبول وحتى يتمّ تقديمها كدواء «مؤلم ولكنّه ضرورى»، ويكون ذلك بكسب موافقة الشعب فى الحاضر على تطبيق شىء ما فى المستقبل، قبول تضحية مستقبلية يكون دائماً أسهل من قبول تضحية فى الحاضر، «حدوتة قانون التظاهر ومكافحة الإرهاب- الرئيس العسكرى.. وهكذا».
(4) استثارة العاطفة بدل الفكر: تقنية كلاسيكية تُستعمل لتعطيل التّحليل المنطقى، وبالتالى الحسّ النقدى للأشخاص ويتجسد ذلك فيما يقدمه توفيق عكاشة– أحمد موسى.
(5) تعويض التمرّد بالإحساس بالذنب: جعل الفرد يظن أنه المسؤول الوحيد عن تعاسته، ويتجسد هذا فى نغمة الثورة أتت بالخراب - أنتم اللى جبتم الإخوان للحكم.. وهكذا.
اقرأ أيضا..
إبطال مفعول قنبلة معدة للتفجير فى سيارة نقل أمام مدرسة بكفر الشيخ
بالفيديو.. اشتباكات وتبادل إطلاق نار بين الباعة الجائلين بأرض اللواء بالجيزة بسبب أولوية افتراش الأرض.. وتجار يغلقون «المزلقان» أمام حركة السيارات.. وقوات الأمن تطلق الأعيرة النارية لتفريقهم
انتشار الأكمنة الأمنية على جميع مداخل القاهرة قبل تظاهرات اليوم
حريق هائل يتسبب فى انفجار 11سيارات بجراج بحدائق القبة