نستقبل سنة جديدة نتمنى من المولى عز وجل أن تكون سعيدة آمنة سالمة على مصر والمصريين. سنة ستحمل العديد من المفاجآت للمصريين دستورا جديدا، رئيسا جديدا، برلمانا جديدا ندعو ونحن نستقبلها أن يولى الله علينا الصالح وأن يعوض هذا الشعب مرار سنوات ظلم وفساد قبل الثورة وسنوات عشوائية، وعدم استقرار، وقلة نضج، وخبرة بعد الثورة. ننتظر أن تتوج هذه السنة كفاح ونضال سنين، تتوج ثمرة ثورتين فى ثلاث سنوات، تتوج بناء دولة على أسس ديمقراطية وحقوقية. لا أعنى أن هذه السنة ستحمل كل التغيير المنشود ولكن أتمنى على الأقل أن تحمل الطريق إلى التغيير المنشود، أن تحمل النور الذى سنسير فى ضوئه حتى نصل إلى بر الأمان، أن نرى خطوات السلم ونصعد عليه خطوة خطوة، حتى نبنى بلدا يرسى كل المبادئ التى ثرنا وناضلنا من أجلها، خطوة تبنى العيش وتقضى على الفقر تدريجيا، خطوة تبنى العدالة الاجتماعية، خطوة تبنى الحرية والديمقراطية، خطوة تبنى الكرامة الإنسانية.
ولكن حتى يحدث ذلك لابد أن نتعلم من أخطاء الماضى، أن نقف على الخطأ وننوى إصلاحه، أن نعترف بالخطأ، فالكل أخطأ «من كان منكم بلا خطية فليرمها بحجر». أن ننوى ونجزم ألا يعود بنا الزمان إلى الوراء مرة أخرى. هناك حقائق لابد ألا تزيف بحجة أن هناك أخطاء حدثت من البعض. فثورة يناير لم يقم بها الإخوان حتى تتحول إلى «نكسة» وثورة يونيو لم يقم بها نظام مبارك حتى تعود بنا البلاد إلى ما قبل 25 يناير.
ضعوا كل شىء فى نصابه الحقيقى ولا تزايدوا ولا تنحرفوا عن المسار حتى نستطيع التعلم والبناء، فكل الثورات فى كل أنحاء العالم حدثت فيها أخطاء لأنها فعل إنسانى فطرى، وليست فعلا نورانيا كما ذكر ذلك كتاب د. مصطفى حجازى الأخير «حجر رشيد». ما حدث بعد 25 يناير - والكل يعلم كم كنا نعيش فى زمن المدينة الفاضلة فى خلال 18 يوما من الثورة فى ميدان التحرير-حمل العديد من الأخطاء ولكن ليست للثوار فقط فلم يكن منتظرا منهم أن يكونوا أيقونة للثورة، ويحشدوا الشعب للنزول، ويحكموا البلاد بعد الثورة، فالنخب السياسية تتحمل الخطأ الأكبر لأنها لم تحتو هؤلاء الشباب تحت قيادة حكيمة وتنظيم قوى مما دفع الشباب للانقسام والنخب للبحث عن المصالح، فانحصر نتاج الثورة بين تنظيم إخوانى يمتلك فقط التوحد والتنظيم وقتها ومجلس عسكرى يمتلك السلطة وعقلية النظام القديم التى قامت الثورة ضده، فكانت النتيجة مؤسفة كل الأسف أخطأ الثوار عندما انشغلوا بالكثير ولم يتوقفوا عند ضرورة تنقية صفوفهم ممن يحملون أهداف ومصالح تخصهم فقط ولا تخص مصلحة البلد. أخطأت الكتلة المدنية عندما خاضت انتخابات البرلمان بطريقة عشوائية غير منظمة ومنسقة أدت بفوز فصيل إخوانى فاشى بالأغلبية. أخطأ مرشحو الثورة عندما أصروا أن يتنافسوا ويفتتوا أصواتنا بينهم، فانحصرت الجولة النهائية بين فصيلين لم يستطع أغلبية الثوار أن يصوتوا لكليهما ومنهم من عصر الليمون فأخطأ مرة أخرى ولكن خطأ رغما عن إرادتهم هذه المرة لأنه كان نتاج أخطاء سابقة.
فأرجوكم لا تنجروا إلى أخطاء حالية وقادمة، فدولة مبارك لم ولن تعود والجهة التى تسعى لإبعاد التيار المدنى الثورى الحر من الحلبة السياسية حتى تستطيع إعادة دولة مبارك لم ولن تنتصر. لا تغيروا مبادئكم بحجج وهمية، لا تخلطوا الأوراق فالإعلام جهاز تنوير لا يبث التهم ولا يوزع الجرائم، والقضاء هو صوت العدل والتحقيق مع الخارجين على القانون. لا توافقوا أن تتحول بلادكم إلى غابة بحجة التطهير. ارسوا دولة القانون وهيبة الدولة على كل المستويات وليس فقط على المستوى الذى يتفق مع أهوائكم وآرائكم. أنقذوا المجتمع من أن يقع فى فخ الانحلال والتفكك، فأحيانا يكون هذا نتاجا طبيعيا بعد الثورات أن يحدث انهيار للإطار الأخلاقى تحت مظلة تفسير مفهوم خاطئ للحريات. هل المطلوب أن يصل بنا الحال أن الجاسوس أو الخائن أو الإرهابى يقتله أفراد من المجتمع فى الشارع نتيجة بث تلفزيونى أم يقدم للعدالة فى قضية محكمة الأدلة غير قابلة للطعن، حتى لا يضيع الحق وتنتصر دولة القانون.
ارجموا أخطاء الماضى ولا تكرروها، وتعلموا منها فالماضى لن يعود، ارسوا قواعد بناء دولة القانون والحفاظ على هيبة الدولة، اسموا بأخلاق مجتمعنا الشرقية، وتمسكوا بها فى بناء دولة جديدة قوية فى عام جديد سعيد بإذن الله.
اقرأ أيضا..
إبطال مفعول قنبلة معدة للتفجير فى سيارة نقل أمام مدرسة بكفر الشيخ
بالفيديو.. اشتباكات وتبادل إطلاق نار بين الباعة الجائلين بأرض اللواء بالجيزة بسبب أولوية افتراش الأرض.. وتجار يغلقون «المزلقان» أمام حركة السيارات.. وقوات الأمن تطلق الأعيرة النارية لتفريقهم
انتشار الأكمنة الأمنية على جميع مداخل القاهرة قبل تظاهرات اليوم
حريق هائل يتسبب فى انفجار 11سيارات بجراج بحدائق القبة