عبد الفتاح عبد المنعم

قبل أن تنجح حاشية السوء فى تحويل السيسى إلى نصف إله؟

الخميس، 30 يناير 2014 12:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن أتوقف عن الكتابة إلى المشير عبدالفتاح السيسى ناصحًا له إذا كان فى نيته أن يترشح لانتخابات الرئاسية.. وإذا كنا قد ابتلينا لأكثر من 30 عامًا بحكام من نوعية مبارك ومرسى، فإن كليهما لم يتحول إلى إمبراطور وديكتاتور إلا بعد أن وجد من «يطبل» له وينافقه ويصنع له تمثايل، بل ويسجد له، فلم يولد كلاهما فرعون وجبارًا، بل إن حاشية كليهما وراء فرعنتهما بعد شهور قليلة من أدائهما اليمين الدستورية، فحاشية مبارك جعلت منه البطل والمخطط والمنتصر الوحيد فى حرب أكتوبر، أما مرسى الفلاح ابن الشرقية فقد صنعوا منه إلهًا، وكانت النتيجة إصدار إعلان دستورى يحصن كل قرارات هذا الإله، وسبب هذا التحول هو حاشية السوء، والحقيقة أن شخصية مثل المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، حتى الآن لا تحتاج إلا لحاشية خير وليس سوء، فالرجل يتمتع بمحبة شعبية جارفة، وهو ما يجعله ينجح فى أن يطهر حاشيته من كتائب المنافقين، وهو ما نتمنى تحقيقه حتى لا يتحول إلى ديكتاتور لا يسمع إلا صوت منافقيه، ولا يرى إلا طوابير الهتيفة و«المطبلاتية»، لهذا فإننى أطالب السيسى بقراءة مواصفات الحاكم العادل كما يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أبى ذر قال: «قلت يا رسول الله! ألا تستعملنى؟ قال: فضرب بيده على منكبى، ثم قال: يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزى وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذى عليه فيها».. فى هذا الحديث الشريف يبين الرسول صلى الله عليه وسلم واجب الإمام أو الحاكم نحو رعيته، كما يبين صلى الله عليه وسلم مدى المسؤولية الملقاة على عاتق كل فرد نحو الذين ولاه الله أمرهم. ويشمل الحديث هنا الإمام أو الحاكم، سواء كان رئيسًا للدولة، أو وزيرًا، أو محافظًا أو رئيسًا لجامعة، أو أى إنسان أسندت إليه إدارة أى عمل من الأعمال، عظم هذا العمل أو صغر، حتى يدخل فى ذلك الرجل فى بيته، والمرأة فى بيتها، فالكل مسؤول، كل على قدره، وبقدر الإمكانات المتاحة له.
وعن عبدالله بن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ فى أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية فى بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع فى مال سيده ومسؤول عن رعيته».. والإمام أو الحاكم أو المسؤول الذى يريده الإسلام لينعم الناس فى ظله، ويفوز برضا الله تعالى والجنة، هو الحاكم العادل، وعدل الحاكم لا ينشأ من فراغ، إنما هو- بعد توفيق الله تعالى- ثمرة لتربية إيمانية أخلاقية سلوكية، ولنصح البطانة الصالحة التى ترشده إلى الخير وتعينه عليه، تبتغى بذلك رضا الله تعالى والجنة، وجهاد مستمر للنفس البشرية وشياطين الإنس والجن الذين يغرونه بما تهوى النفس وتشتهى، تغريه بالظلم والفساد والانحراف، وذلك كله يحقق له ذاتيته، ويشعره بلذة الحكم، وما أدراك ما لذة الحكم؟ كما يحقق له المكاسب المادية، وتعود على بطانة السوء بما يشتهون، لأنه إن رتع رتعوا، وإن عفّ عفوا.
يجب على الحاكم أن ينهض بشعبه علميًا وثقافيًا وصناعيًا وزراعيًا واجتماعيًا، إلى غير ذلك، وإنما يتحقق ذلك بالاستعانة بأصحاب الخبرات الأمناء الناصحين فى كل تخصص، لتواكب الزيادة السكانية زيادة متوازية فى موارد الدولة المتعددة فى التعليم والبحث العلمى والصناعة والزراعة وغير ذلك، ليوفر لكل إنسان حياة كريمة يتحقق فيها الحد الأدنى الذى يحفظ للإنسان كرامته وإنسانيته،
وللحديث بقية لنقدم عدة نصائح للسيسى، أو أى شخص يحكم مصر فى الفترة المقبلة حتى لا يتحول هذا الحاكم إلى ديكتاتور أو نصف إله.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة