الاستفتاء على دستور ثورة 30 يونيو هو الأمل الواضح القريب بالنسبة لعموم المصريين، الذين يريدون طى صفحة الإخوان المظلمة وصفحة العنف الغاشم، وصفحة المؤامرات الخارجية التى تريد تركيع البلد وإعادة تأهيله بالفوضى الشاملة ضمن خطة تغيير خارطة الشرق الأوسط.
الاستفتاء على الدستور، والمتوقع أن يأتى بنتيجة إيجابية كبيرة، سيضع خطا فاصلا بين كل المخاطر السابقة وبين البلد، كما سيجعل من الأمل الوطنى قاعدة صلبة يمكن البناء عليها، دون أن يعنى ذلك أن مخاطر العنف والإرهاب ومحاولات تركيع مصر من الخارج ستختفى بلمسة سحرية وإنما سيتضح أكثر وأكثر الإطار التى توضع فيه هذه الممارسات دون تشويش أو مزايدات أو عبارات ملتبسة!
قبيل الاستفتاء مباشرة، سترتفع وتيرة العنف الإخوانى، وسيصاب المعسكر الصهيوأمريكى بأطرافه الغريبة والعربية بالتوتر، وسينشط الطابور الخامس المطعون بالتسريبات والذى لم يتم الكشف عن خطاياه بعد، وستكون المعركة فى تخويف المصريين من اللجان وصناديق الاستفتاء أو التحايل عليهم بالطوابير الطويلة المزيفة والدعاية المسمومة فى مناطق البسطاء خصوصا فى الريف، إلا أن المصريين كعادتهم يرتفعون بذكائهم الفطرى عن هذه المحاولات ويتوجهون إلى أهدافهم مباشرة.. التصويت بنعم وتمرير الدستور الأمل.
بعد النتيجة، ستتغير اللهجة والتكنيك وطبيعة المظاهرات وأعمال العنف فى معسكر التنظيم الدولى للإخوان وستعلو نبرة التفاوض تارة وعدم الاعتراف بالإرادة الشعبية تارة أخرى، وستنشط عقارب وثعابين المعسكر الصهيوأمريكى لبعث خطة استيعاب جميع الأطراف فى العملية السياسية وكأننا فى حوار بين الكوريتين أو بصدد حل المشكلة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلى، وهنا سيكون على صانع القرار المصرى التحرك بحسم وقوة وإعلان عدم التسامح مع الإرهاب وفضح الأطراف الداعمة له، ومصارحة الشعب بالحقائق أولا بأول، لأنه النبع الذى يستمد منه القوة والمساندة من الشرعية.
على كل الأحوال، الأمل يبدو لنا واضحا قويا والمستقبل واعدا لأن الله لا يخذل شعبا انتفض من أجل الحق والحرية.