إذا كانت ثورة 25 يناير ثورة شعب، فالشعب المصرى باق، ومن حقه أن يرسم مستقبله كيفما يرى، وإذا كانت الثورة، ثورة 6 إبريل، فإن الحركة انتحرت سياسيًا ووطنيًا، ولم يعد لها وجود بعد تسريبات الخيانة والفضائح الأخيرة، ولذلك لابد أن نترحم على هذه الثورة.
ومن منكم كان يثق بالشعب المصرى، فالشعب حى، وصلب، يحافظ على وطنه وأرضه وشرفه وأمنه القومى، ومن منكم كان يثق فى 6 إبريل فقط، فإن الحركة انتحرت وخرجت على الاصطفاف الوطنى، وأصبحت مارقة، تفكر فى مصالحها فقط، وتغلب انتهازية بضع مئات من أعضائها على مصالح 94 مليون مصرى، وتضع قضية الثأر الشخصى فى مقدمة أولوياتها، ولا تهتم بمصلحة الوطن.
حركة 6 إبريل وجماعة الإخوان الإرهابية ونحانيح الثورة ونشطاء السبوبة احتكروا الثورة، وتعاملوا معها على أنها من ممتلكاتهم الخاصة، وسجلوها باسمهم فى الشهر العقارى الجديد «فيس بوك وتويتر»، وأقاموا لها ضريحًا فى ميدان التحرير، ليزوروه يوم 25 يناير من كل عام، وأقاموا له مولدًا تُمارس فيه لعبة الموت وتجارة الدم، ويتحرشون فيه بمؤسسات الدولة، ومحاولة اقتحام المنشآت العامة، والشرطية بشكل خاص، بحثًا عن مغانم «من ولاعات وأقلام ذهب».
حركة 6 إبريل، ولكون قياداتها وأعضائها من المراهقين مشاعريًا وسياسيًا وفكريًا، ولديهم أمية شديدة بالتاريخ، فإنهم لم يدركوا أن من أهم الأسباب الرئيسية لسقوط الأندلس بعد أن حكمها المسلمون ما يقرب من 800 عام- بمناسبة حلول ذكرى سقوط الأندلس هذه الأيام- هو تغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة، والبحث عن اقتسام مغانم السلطة، وعدم الالتفات للمخاطر الحقيقية التى كانت تهدد إمبراطوريتهم، إنما أصبحوا جزءًا من مخططات الانهيار حتى فوجئوا ذات صباح بطردهم نهائيًا من جنة المسلمين على الأرض، وتساوى فى الطرد المصارع والصريع.
حركة 6 إبريل تشرب من خمر الأنانية والنرجسية، والبحث عن المصالح الشخصية، وتمارس العربدة السياسية تحت شعار «التثور اللاإرادى»، كل عضو من هذه الحركة يثور يوميًا لاإراديًا، دون النظر إلى أنهم يخلقون الفوضى، ويهددون الأمن القومى، ولذلك يجب على المجتمع أن يجمع كل أعضاء هذه الحركة ويدفع بهم إلى مصحات نفسية لعلاجهم من تدهور الانتماء والوطنية، والتثور اللاإرادى، وإجبارهم على تناول «حبوب منع الهبل».
حركة 6 إبريل ترى فى نفسها القدرة على الثورة كل عام، وأنها تستطيع أن تزيح أى نظام مهما كانت قوته، وكأنها تمارس لعبة كرة القدم «بلاى ستيشن»، يجلسون خلف الـ«كى بورد»، ويوظفون تجارة الدم فى الشارع لتحقيق مكاسب مادية، ويمنحون فرص إخراج طيور الظلام من جحورها، لتعبث بأمن ومقدرات البلاد، وتشيع الإرهاب والتفجيرات والقتل والرعب بين الناس، وتنشر الفوضى، وتصدر ارتباك المشهد للعالم الخارجى، فى دعوة صريحة للتدخل من جديد واحتلال أراضينا، وكأن الشعب المصرى «دمية» أو كرة يتقاذفونها بأقدامهم فى أى اتجاه يريدونه.
لكن الشعب كله اكتشف حقيقة هذه الحركة، وأنها كانت دمية فى يد جماعة الإخوان الإرهابية، تحركها كيفما تشاء لتحقيق أغراضها.