محمود محى الدين

إرادة النصر على الإرهاب

الأحد، 05 يناير 2014 08:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمثل الإرهاب فى سيناء التهديد الأكبر على الدولة المصرية، نظرًا لأنه له امتداد فى الداخل والخارج خاصة من دول إقليمية لها مصلحة فى التأثير السلبى على مصر بغرض ايقاع مصر فى دوامة من العنف على حدودها مع إسرائيل وغزة، إما من أجل تشتيت العالم عن قضايا تخص هذه الدول من خلال فتح بؤر صراع أو خلق بلبلة فى الداخل المصرى لمنع مصر من التقدم لتتبوأ مكانتها الإقليمية الطبيعية وتأثيرها فى قضايا المنطقة مستغلين حالة الانفلات الأمنى التى أعقبت ثورة 25 يناير المجيدة ومن خلال التحالف مع تنظيم الإخوان لخلق حالة من الصراع المجتمعى الكاذب الذى يتنافى مع طبيعة الموروث التاريخى للشعب المصرى على ضفاف النيل.

إن ما يحدث الآن فى سيناء أظهر ضلوع تنظيم الإخوان وتحالفه مع تنظيم القاعدة وتنظيمات جهادية أخرى قادمة من قطاع غزة فى حالة العنف والإرهاب التى تشهدها شبه جزيرة سيناء بغرض تنفيذ مخطط التنظيم الدولى للإخوان المتحالف مع تركيا من جهة ومخابرات دول أجنبية من جهة أخرى بغية إقامة إمارة إسلامية على حدود غزة وإسرائيل مستغلين حالة انعدام الأمن وضعف الدولة المصرية فى تنمية الثقافة الدينية الوسطية والتى أهملتها الدولة منذ عودة سيناء الحبيبة 1982 كاملة والتى أصبحت الآن هى الإشكالية الرئيسية فى المجتمع السيناوى التى تشتت أفكار شبابه ما بين مفهوم الدولة الوطنية أو الانتماء فكريًا إلى تنظيمات جهادية لها مآرب تتعدى مفهوم الوطنية المصرية والتى استطاع تنظيم الإخوان تذكية هذه الأفكار مع التنسيق الكامل مع الجماعات الجهادية فى سيناء وقطاع غزة وكذا تنظيم القاعدة لتكون هذه التنظيمات ظهيرًا لحكم جماعة الإخوان المسلمين لمصر فى غفلة تاريخية استطاع الشعب المصرى أن يمحو هذه السقطة من تاريخه الحديث بقيام ثورة 30 يونيو التى استعادت ثورتنا الأصلية فى يناير 2011 بعد أن تم سرقتها من هذا التنظيم والمتحالفين معه فى الداخل والخارج.

وقد استغلت حركة حماس الفلسطينية وعدد من أجهزة المخابرات الأزمة الليبية وانهيار الجيش الليبى واستيلاء المسلحين على مخازن الأسلحة الليبية الخفيفة والمتوسطة فى إغراق مصر بالسلاح والذخيرة والتركيز على دفع هذا السلاح إلى سيناء ضمن مخطط أكبر الغرض منه إسقاط الدولة المصرية وتهديدها استراتيجيًا فى اللحظة التى كانت القوات المسلحة المصرية تدعم الجبهة الداخلية لحفظ الأمن بعد انهيار مؤسسة الشرطة عقب 25 يناير ولعل ما نتج عن ثورة 30 يونيو وعزل د. محمد مرسى وإسقاط تنظيم الإخوان شعبيًا أدى إلى انكشاف هذه المخططات وأربك كل الدول التى تعبث بمقدرات الإقليم وفضح كل هذه المخططات جعلهم جميعًا يتحالفون للإضرار بالأمن القومى المصرى إلا أننا رأينا مشهدًا تاريخيًا يجسد فكرة وحدة الترابط المجتمعى فى وقوف الجيش خلف إرادة شعبه ضد تغيير المجتمع. وفرض إرادة جماعة سياسية كثيرًا ما تغنت بأنها تريد الخير لمصر.

أننا الآن أمام مشهد داخلى يسير فى اتجاهين الأول غالبية المجتمع تتطلع إلى خارطة المستقبل وذلك عقب الانتهاء من صياغة الدستور وطرحه على الاستفتاء خلال أيام ليكون بداية لنجاح خارطة الخروج إلى المستقبل الذى ينتظره جموع الشعب المصرى والمشهد الثانى هو إصرار تنظيم الإخوان فى الداخل والخارج على الإضرار بالمجتمع المصرى والدولة المصرية متحالفًا مع تركيا تحديدًا التى تبنت هذا التنظيم منذ عام 2010 لتجعله رأس حربة للسيطرة على المحيط العربى كى تقدم نفسها إقليميًا وعالميًا أنها زعيمة للمعسكر السنى بالمنطقة والتسبب فى حالة صراع بين الشيعة والسنة لتحقيق المصالح الإسرئيلية الخالصة ولعل من أهم مظاهر نشاط هذا الفريق ما يحدث فى الداخل المصرى من تأجيج المظاهرات بين شباب الجامعات خاصة جامعة الأزهر فضلاً عن الاستمرار فى تمويل التظاهرات بالمناطق الشعبية فى القاهرة الكبرى والتى يتصدى لها الآن المواطنون المصريون إيمانًا منهم بعدالة أهداف خارطة المستقبل وحق الوطن فى العيش فى أمان على اتساعه وتعدده لنظل جميعًا تحت راية هذا الوطن.
أما عن سيناء فقد استطاعت القوات المسلحة بفضل أبنائها البواسل التصدى إلى موجة الإرهاب وأخذ زمام المبادرة الآن من خلال تنفيذ كمائن غير مخططة لاصطياد العناصر التكفيرية والقضاء عليها وحققت نجاحات كبيرة فى شأن السيطرة الميدانية الكاملة على ربوع شبه الجزيرة بالكامل ولعل من اللافت للنظر أن القوات المسلحة طورت من أدائها فى شكل وأسلوب وطريقة التعامل مع طبيعة مثل هذه العمليات الإرهابية التى كانت تعتبر اختبارًا كبيرًا لمرونة القوات المسلحة فى التعامل معها ما أدى إلى انحصار جراءة المواجهة لدى الإرهابيين وأصبحوا يبحثون عن ملاذات آمنة فى مدن القناة أو فى أقاليم الصعيد.

إننا أمام مشهد مهم جدًا فى تاريخ الوطن يتطلب منا جميعًا الوقوف فى صف واحد ودونما النظر إلى الوراء خاصة فى ظل وجود متربصين فى الداخل والخارج لإعاقة انطلاقة مصر إلى المستقبل فى استقلالية كاملة وحرية لقرارها السياسى والذى سيكون مهمًا جدًا فى التأثير على حالة الصراع الإقليمى فى الشرق الأوسط خاصة فى ملفات سوريا وفلسطين والعراق وليبيا .


* باحث سياسى وخبير الشئون الامنية والاستراتيجية






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة