قادتنى الظروف إلى حوار سريع قبل يومين مع شاب أعرفه جيدا لم يكن من المؤيدين لمحمد مرسى فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، لكنه أيده فى الجولة الثانية أمام أحمد شفيق، حتى لا يعود نظام مبارك مرة ثانية.
هو الآن من أعداء ثورة 30 يونيو لأنها كما يقول: «عودة للحكم العسكرى والحزب الوطنى معا»، ويرى: «الثورة الحقيقية كانت فى 25 يناير فقط، أما 30 يونيو فهى ثورة فوتوشوب»، سألته: «لما هى فوتوشوب يبقى الملايين اللى نزلت عددها كام؟»، فقال بكل ثقة: «أنا هزودها من عندى وأقول لك 2 مليون واحد، كلهم من الحزب الوطنى»، قلت له: «هو أنا من الحزب الوطنى والناس اللى طلعت فى القرى والحوارى والمدن والمراكز حزب وطنى؟»، فرد: «كانوا عدد قليل، وانت مش حزب وطنى لكن اللى زيك كان عدده قليل».
من حصر الأعداد التى خرجت يوم 30 يونيو، وما إذا كان ما حدث ثورة أم لا، انتقل الحوار إلى ما هو أهم، قال، إن الآلاف سقطوا فى فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، قلت له: «هذه مبالغة كبيرة تقولها جماعة الإخوان، وتلك عادتها»، قال: «لماذا تم فض الاعتصامين أصلا؟»، قلت له: «لأنه خرج عن مبدأ سلمية الاعتصامات» وذكرته ببعض ما حدث فى الاعتصامين، من العرض الميليشياوى الذى تم قبل ثورة 30 يونيو، والذى حمل المشاركون فيه العصا والشوم والأسلحة البيضاء وغيرها،
وذكرته بالجدار الذى تم بناؤه لحماية المعتصمين، وذكرته بالتهديدات العلنية التى كانت تصدر من على منصة الاعتصام فى «رابعة»، وذكرته بالنداءات التى كانت توجه إلى المعتصمين لفض الاعتصام حتى يخرجوا سالمين، وذكرته بكيفية تعامل أعتى الديمقراطيات العالمية مثل أمريكا وبريطانيا مع مثل هذه الاعتصامات والتى لا يحدث فيها شىء مما حدث فى اعتصام «رابعة»، قلت أشياء أخرى كثيرة، لكنه كان لا يسمع شيئا مما قلته، وظهر ذلك فى تعليقه: «يقعدوا براحتهم فى الاعتصام»، قلت له: «يا أخى لا توجد دولة فى العالم تسمح بما تقوله».
انتقل الحوار إلى ما هو أهم والذى يقود إلى ارتفاع فى ضغط الدم خاصة حين قلت له: «اعتصام رابعة وما قبله أظهر أننا كنا فى الطريق إلى أن يحكمنا تجار دين، يستخدمون الدين كيفما شاءوا، ويحللون ويحرمون ما يحقق لهم مصلحتهم وفقط، وليس لديهم غير تكفير من يعارضهم، وكأن المسلمين فى مصر خرجوا من دينهم ويحتاجون إلى الهداية، كما أنهم ظهروا على حقيقتهم فإما أن يحكمونا، وإما الإرهاب الذى يفعلونه كل يوم فى سيناء وباقى المحافظات والذى تروح بسببه أرواح بريئة، وامتد كلامى إلى ضرب أمثلة مما كان يقوله هؤلاء التجار، ومن هؤلاء عاصم عبدالماجد، فكانت المفاجأة فى رده: «عمليات الإرهاب التى تحدث هى من تدبير الأجهزة الأمنية حتى يلصق الناس الاتهام بالإخوان، ويقتنعون بأنه لا بديل عن الحكم العسكرى، والحقيقة أن هؤلاء، وعاصم عبدالماجد أشرف «منهم».
ارتفع ضغط الدم عندى وأنا أسمع منه هذا الكلام الذى يؤكد ذهاب عقله وانعدام تفكيره، وغدا أستكمل.