أنت.. ممكن تكون مؤيدا للتعديلات الدستورية وهتقول نعم أو رافض وهتقول لأ.. ورأيك فى الحالتين وصلت له بعد قراءة للتعديلات كلها أو جزء منها أو حتى بعد الاستماع للمواد من خلال مناقشات لبرامج أو حوارات، لكن هل سمعت أى صوت مختلف بيتكلم عن الدستور غير كل الأصوات التى "صدعت" عقولنا من النخبة المحترمة القيمة التى تملأ شاشات التليفزيونات ليلا ونهار وبتنقل من ستديو لآخر ومن برنامج لآخر.
لو كنت تريد حقيقة أن تسمع الصوت المختلف، فعليك بدون تفكير أن تشاهد الفيلم التسجيلى للمخرجة المبدعة ساندرا نشأت عن الدستور الجديد، فعلى الرغم من أن الفيلم لا يزيد على 12 دقيقة إلا أن ساندرا استطاعت أن تجمع فيه كل الوجوه المصرية الحقيقية بدون أى اصطناع، كل الوجوه بداية من الفلاح فى " الغيط " والعامل فى "المصنع" وأهالينا فى بحرى وقبلى وإخواتنا فى النوبة ورجالتنا فى الصعيد.
الجمال الفنى فى الفيلم لا يمكن تجاهله، فساندرا بإبداعها قسمت الفيلم لعدة أقسام دون أن يشعر المشاهد بذلك وتنقلت بين المحافظات بسلاسة تامة، لتظهر المعدن الأصيل فى كل محافظة، من مواطنين مصر البسطاء، وأضافت علامة ودليل لكل محافظة من المحافظات لتزيد قيمة جمالية للفيلم من خلال "غنوة" أو بيت شعر" أو عبارة مشهورة لشخصية ولدت فى المحافظة بداية من الفنان يوسف وهبى فى الفيوم وسيد درويش فى الإسكندرية ونجيب محفوظ فى القاهرة ومحمد منير فى أسوان.
ما فعلته ساندرا نشأت بمجهود فردى للترويج للدستور لم تصنعه اى مؤسسه حكومية بمصر بداية من قطاع التليفزيون أو حتى الوزارات المعنية بعقد ندوات مثل وزارة الشباب والثقافة، ما صنعته ساندرا تعدى بمراحل كل الندوات التى تعقدها الأحزاب السياسية المفترض أن تروج للدستور.
تخصيص مقال عن ساندرا نشأت ليس من باب المجاملة إنما من باب الإنصاف الحقيقى لعمل جدير بالاحترام، فعدسة ساندرا نشأت صورت مصر كما لم نراها من قبل بعيدا عن دوشة القاهرة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة