ونحن ندخل على عيد الميلاد أذكر ما حدث فى طوال العامين الماضيين من شيوخ الفتنة والظلاميين الذين كانوا فى قلب المشهد السياسى والإعلامى يبثون سمومهم فى كل مكان وعبر الفضائيات الدينية المملوكة لهم، أتذكرهم وهم يتحدثون بلا خجل عن تحريم تهنئة المسلمين للمسيحيين فى أعيادهم، واستدعاء نصوص دينية وتفسيرها طبقا لهواهم الخاص وبما يحقق مصالحهم.
كان هذا الجدل العقيم جديدا على مصر بمسلميها ومسيحييها، وكان مؤشرا على أن هؤلاء يزرعون الأرض بمزيد من بذور الفتنة الطائفية، ولعلنا نتذكر ما ذكره مفتى جماعة الإخوان عبدالرحمن البر الذى قال: «هذا عيد للمسيحيين فمال المسلمين وماله»، قال ذلك متجاهلا أن رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام تزوج من السيدة «مارية» القبطية.
كان محمد مرسى نفسه الذى لم يفهم معنى دور الحاكم لشعب مصر فى هذه القضية تحديدا هو الحارس الأمين لهؤلاء الشيوخ الذين ابتليت مصر بهم، فبينما كان شيوخ الفتنة يصدرون هذا الجدل العقيم إلى المصريين، لم يرتق هو إلى وظيفة الرئيس، ويذهب إلى الكنيسة لتهنئة المسيحيين كما فعل أمس الرئيس عدلى منصور.
وبهذه المناسبة أعيد نشر ما كتبته فى نهاية شهر ديسمبر الماضى ردا على هؤلاء الشيوخ بعنوان: «هنئوا الأقباط بأعيادهم».
سأواصل ما أفعله كل عام بتهنئة الإخوة الأقباط بأعيادهم، سأقول لأصدقائى ومعارفى: «كل عام وأنتم بخير وعيد سعيد عليكم وعلى كل المصريين»، سأسأل أبنائى وكل من أعرفهم كما أفعل كل عام: «هل هنأتم أصدقاءكم الأقباط بعيدهم»، تلك هى عادتى قبل أن أقرأ وأسمع تلك الفتاوى الغريبة التى تحرم تهنئة المسلمين للأقباط بعيدهم، والصادرة للعام الثانى على التوالى من «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح»، والتى تضم فى عضويتها رموزا سلفية كبيرة بالإضافة إلى المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان.
لم أشعر يوما وأنا أفعل هذه المسألة بأننى أمارس عادة ضد دينى الإسلامى الحنيف، ولم يحرضنى الأزهر الشريف رمز الوسطية الإسلامية وقلبها النابض والذى يواجه حربا ضروسا للاستيلاء عليه، لم يحرضنى أن أفعل عكس ما أفعله كل عام.
أهنئ الأقباط بأعيادهم، ولا يعنينى فى شىء فتوى «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح»، وإنما يعنينى رأى الأزهر المعتدل المستمد من الفهم الصحيح للدين، ويعنينى قبله ما فعله نبينا الكريم حينما كان يوزع أضحية العيد، فطلب من السيدة عائشة رضى الله عنها أن تبدأ بالجار اليهودى، وكان هذا الجار يؤذى الرسول عليه الصلاة والسلام برمى القاذورات والشوك أمام داره، وذات يوم لما يجدها، فسأل عن السبب فعرف أنه مريض فذهب إلى زيارته، فأى سماحة بعد ذلك، وأى نبل يصل إلى هذا المستوى؟!
أهنئ الأقباط لأنى اتبع سنة نبينا الكريم الذى أمر بصلة القريب غير المسلم، وقال لأسماء بنت أبى بكر «صلى أمك» وكانت غير مسلمة.
هنئوا الأقباط بأعيادهم، وارفضوا كل من يحرض ضدهم قولا وفعلا، وخذوا الحكمة من نبينا الكريم، وشيوخنا الأفاضل المعتدلين، واتبعوا القاعدة الفقهية التى تقول: «درء المفاسد قبل جلب المنافع»، وأى فعل ينادى به شيخ معمم وصاحب لحية يؤدى إلى غرس الكراهية بين أبناء الوطن الواحد هو قمة المفاسد.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن من جمهورية مصر العسكرية - رقم البيادة 30062013
كل سنة والجميع بخير Love=C+M
مع تحيات مواطن بدرجة إرهابى
عدد الردود 0
بواسطة:
سقراط
هيكل المرشد الأعلى للإنقلاب وكتالوج 1954
عدد الردود 0
بواسطة:
أخوان خونه مجرمون
الأخوان كانوا وراء كل محاولات الفتنه منذ 1954
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد احمد
تعليق رقم 1 و رقم 3 للاخوانى بتاع كل يوم .
كل سنة و الاخوة الاقباط طيبين .
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد احمد
تعليق رقم 1 و رقم 3 للاخوانى بتاع كل يوم .
كل سنة و الاخوة الاقباط طيبين .
عدد الردود 0
بواسطة:
جرجس فريد
كل سنة و أهل مصر الطيبن بخير و سلام
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد احمد
تعليق رقم 1 و رقم 3 للاخوانى بتاع كل يوم .
كل سنة و الاخوة الاقباط طيبين .
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
كل التهانى والمحبه والامانى الطيبه لاقباط مصر وكل عام وانتم بخير وسعاده
بدون