يحتفل المصريون جميعا، «مسلمون ومسيحيون» بمولد السيد المسيح «علية السلام»، وكما ولد المسيح فى مثل هذا اليوم حسب التقليد الشرقى، وتجسد وعلمنا طريق الخلاص، يولد الوطن أيضا الآن من جديد، كان الرعاة الفقراء أول من بشرهم الملائكة بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، الأمر الذى يجعلنا نتذكر شعار الثورة «عيش حرية عدالة اجتماعية» نحن الآن أيضا يبشرنا الله مع ميلاد المسيح بميلاد دولة جديدة، ودستور جديد، وبالطبع من يتأمل أن المسيح ولد أثناء قيده للمواطنة حيث كان هناك تعداد للمواطنين، وضرورة أن يذهب كل مواطن إلى موطنه لكى يسجل نفسه، وكانت العذراء مريم وخطيبها يوسف النجار من مدينة بيت لحم، ورغم أنها كانت حبلى فى أيام الحمل الأخيرة، إلا إنها رغم آلام الحمل لبت نداء الوطن وتحاملت على نفسها وارتحلت على حمار من الناصرة إلى بيت لحم للقيد، ولذلك وكأن فى ميلاد المسيح معنى عظيما لكى نقبل على تجسيد مواطنتنا والذهاب للانتخابات رغم كل الظروف كما فعلت العذراء، حيث لم تجد العذراء ويوسف النجار حينذاك مكانا فى أى فندق أو مأوى بيت لحم سوى «مزود البقر»، هكذا ومن الممكن أثناء ذهابنا للإدلاء بأصواتنا أن نقابل صعاب ولكن يجب أن نقتدى بالمخلص لأنه لولا الذهاب للقيد ما تحققت النبوءة، وولد المخلص. على الجانب الآخر فبدون سفك دم لا تحدث مغفرة، وكلنا نعرف أنه بعد زيارة «الماجوس» وإدراك هيرودس لميلاد الملك، وخشى على ملكه، وكيف بحث عن الطفل، ثم كيف ارتبط الخلاص بذبح كل أطفال بيت لحم دون السنتين، من هنا ندرك أنه وكما قال قداسة البابا تواضروس الثانى بعد مذابح الإرهابيين، وحرقهم للكنائس: «هذا ثمن الحرية»، فلا قيامة بدون صليب، ولا صليب بدون دماء، وفى ميلاد المسيح لازال «السنكسار» (الكتاب الذى يجمع سير القديسين) مفتوحا، وها نحن نزف إلى السماء عريسا جديدا الشهيد إيهاب غطاس الذى بذل حياته أثناء خروجه من كنيسة ما جرجس ليلة رأس السنة بعين شمس. لكن لايجب أن ننسى أيضا أن ملاك الرب ظهر ليوسف وقال له: «خذ الصبى وأمه واهرب إلى أرض مصر»، لذلك لابد أن نتعلم من أن أجدادنا حموا العائلة المقدسة من ظلم الرومان وهيرودس، ولولا حمايتهم ما اكتمل الخلاص للبشرية، وما كان هناك مسيحية وكل سنة وانتم مسيحيون ويولد بكم وفيكم مسحاء وشهداء ومعترفون وشهود للحق وتعرفون الحق والحق يحرركم.