حسنا فعلت الدار المصرية اللبنانية حين نظمت قبل يومين أولى ندواتها لهذا الموسم الثقافى تحت عنوان (المؤلف والناشر)، ذلك أن العلاقة الآن بين الكتاب والناشرين أصبحت فى حاجة ماسة إلى إعادة ضبط وتقنين، بعد أن اقتحم مجال النشر مغامرين كثيرين أضروا بهذه المهنة الجليلة وعصفوا بالكتاب.
فى البداية طرح الأستاذ محمد رشاد، رئيس مجلس إدارة الدار المصرية، عدة قضايا بالغة الأهمية منها أن النشر فى العالم العربى يعانى صعوبات كثيرة بسبب انتشار الأمية الأبجدية، موضحا ذلك بعدة أرقام ذات دلالة محزنة، مثل أن نصيب الدول العربية كلها من النشر لا يتجاوز %1 فقط من مجمل الكتب التى تنشر على مستوى العالم، وأن أوروبا لها %53 من هذا الإنتاج، وأن جريمة تزوير الكتب ورقيا باتت خطرًا يهدد دور النشر والمؤلف نفسه، كما أشار إلى أن هناك دور نشر تطلب من المؤلف الإسهام فى طباعة كتابه بمبلغ مالى، كما أشار إلى مسألة النشر الإلكترونى ومدى تعارضه أو توافقه مع النشر الورقى!
أما الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل فقد أدار الندوة التى عقدت بمقر الدار بذكاء شديد، خاصة أنه افتتح كلامه بضرورة إضافة الطرف الثالث للثنائى المؤلف والناشر، ويقصد القارئ، مؤكدًا أنه لولا الثقافة والإبداع ما استطاع المصريون/ القراء التخلص من حكم الإخوان فى 30 يونيو، ولولا ما ترسخ فى وجدان المصريين طوال قرنين من الزمان، ما تمكنوا من تجاوز العام الأسود الذى سطا فيه تجار الدين على السلطة والدولة!
من أجمل وقائع هذه السهرة الثقافية أنها حشدت مجموعة من الكتاب والمبدعين المتميزين الذين أسهموا فى إثراء النقاش وإثارة الأسئلة المهمة، وكيفية ابتكار حلول عاجلة وممكنة حتى يصبح الكتاب فى متناول الجميع بسعر معقول، من أبرز الشخصيات التى حضرت هذه الندوة - مع حفظ الألقاب - بهاء طاهر وإبراهيم عبدالمجيد، وأحمد درويش ومصطفى عبد الله، وأحمد الشهاوى، وأشرف العشماوى، وعمار على حسن، وزينب عفيفى، وأشرف الخمايسى، وحسن كمال، ومحمود عبدالشكور، وأمانى فؤاد، والسفير البحرينى وغيرهم.
شكرا لمنظمى هذه الندوة المهمة.