الإسلام ليس فى حاجة لمواطن أو مواطنة يعتنقه بالقوة، تحت تهديد السلاح، أو بالرضا لأسباب مالية أو عاطفية دنيوية، والمسيحية كذلك لن تتأثر بهروب سيدة أو رجل منها ودخوله فى الإسلام، لكننا نحن البشر من أصحاب المصالح أو الأهواء أو الأمراض، نتصور طرقا شاذة ومدمرة لنصرة الله أو نشر تعاليمه، غالبًا ما يكون العنف والإيذاء من بينها. أقول هذه الكلمات بمناسبة فتنة سيدة قرية جبل الطير بمركز سمالوط بالمنيا، فالسيدة إيمان صاروفيم اختفت فجأة من قريتها، وانتشرت شائعات عن اعتناقها الإسلام وهروبها مع أحد السائقين الذى كان يتردد على القرية، ونتيجة لذلك وقعت مشاجرات واشتباكات بين عشرات المسلمين والمسيحيين الثائرين لنصرة دينهم أو الدفاع عنه أو الدفاع عما يمس شرفهم، وهنا خرجت كل أمراض العصبية القبلية والعائلية وكل أمراض التعصب الدينى المقيت، وتحول الأمر إلى جرح شخصى لكل المسلمين والمسيحيين فى القرية، وأخذ كل فرد يفكر كيف يثأر لنفسه ولمعارفه ولأبناء طائفته.
المفاجأة أن السيدة إيمان مرقص المختفية، سردت رواية مرعبة عن اختفائها واعتناقها الإسلام، أكدت فيها مسألة خطفها وتهديدها حتى تعتنق الإسلام، وأنها أجبرت فى كل الخطوات التى أوصلتها لاعتناق الإسلام من تصويرها وتغيير بطاقتها الشخصية ودخولها مشيخة الأزهر وترديدها الشهادتين وهى لابد وأن تكون قد تعرضت لتهديدات مرعبة وإيذاء جسيم حتى يتسنى لها أن تتماسك وأن تدخل مشيخة الأزهر لتعلن أمام الشيخ المسؤول أنها اعتنقت الإسلام بمحض إرادتها.
حسب معلوماتى أن مسؤولى الأزهر يردون المسيحيين الراغبين فى اعتناق الإسلام حتى يتأكدوا من عدم تعرضهم للإكراه أو الضغوط من أى جهة كانت، كما يرسل مسؤولو الأزهر إلى الأب الكاهن المسؤول عن المواطن أو المواطنة للتأكد من صحة موقفه العقائدى، فهل تمت هذه الخطوات كما يجب؟ وإذا لم تتم هل تم التحقيق فى الواقعة على جميع المستويات؟
أتمنى أن نأخذ مثل هذه المواقف على محمل الجد، وأن تتولى الحكومة وضع الآليات المناسبة للوقاية من مثل هذه الفتن المتكررة، لأن بلدنا الذى يتعافى من الأمراض، ومنها مرض التطرف ليس بحاجة أبدا إلى مثل هذه الصغائر.