هل تتذكرون صندوق «تحيا مصر»؟ وهل ماتت الفكرة التى كنا نحلم بها؟ وهل هانت مصر على أصحاب المليارات فى أن يقوموا بالتبرع لهذا الصندوق الذى انقطعت أخباره منذ فترة كبيرة، ولا نعرف السبب هل توقفنا عن التبرع رغم أننا لم نجمع حتى الآن الـ100 مليار جنيه التى كانت مستهدفة، ولم يتبرع من رجال الأعمال سوى %1 فقط؟، والذى يحب أن يعرفه شعب مصر إننا والله لن نتقدم إذا كان هناك رجال أعمال ممن بخلوا على مصر، لقد اختفت أخبار صندوق «تحيا مصر»، ولم نعد نسمع أو نرى أو نشاهد أحدًا يقوم بالتبرع لصالح هذا الصندوق االذى كنا نظن أن لدينا مواطنين صالحين ممن يملكون المليارات من الجنيهات، والغريب أن برامج التوك شو نفسها لم تعد تتكلم عن هذا الصندوق، وكأننا جمعنا مبلغ الـ100 مليار جنيه، وهو الحلم الذى تبخر بسبب بخل رجال الأعمال والمواطنين الذين يملكون ملايين الجنيهات، ولايريدون أن يقدموا شيئًا لمصر بالرغم من نداءات الرئيس السيسى الذى أكد فى أكثر من مرة ضرورة التكاتف والاستمرار فى المشاركة فى صندوق «تحيا مصر»، لكن يبدو لى ولغيرى أن الحل هو العودة لما يعرف بالقائمة السوداء لكل رجل أعمال لم يتبرع لصندوق «تحيا مصر» منذ إنشائه وحتى الآن.
نعم الحل هو «القائمة السوداء» لفضح كل رجل أعمال استفاد من مصر، وعندما لجأت له مصر لإعادة إحيائها بجزء من ماله لن يؤثر فى ثروته شيئًا بخل عليها، وهرب واختبأ، وهذه النوعية من رجال الأعمال علينا أن نفضحهم بكل الطرق، بداية من القائمة السوداء، حتى فتح ملفات بعضهم، فأنا على ثقة بأن هؤلاء لديهم مخالفات لا تحصى، ويمكن بالقانون أن نأخذ الملايين منهم، وهى الخطوة الأخيرة التى يجب أن يتم تطبيقها فى حالة استمرار بخلهم وامتناعهم عن التبرع لصندوف «تحيا مصر»، هذه الحلول هى جزء من مواجهة كل من يبخل على صندوق «تحيا مصر».
لقد استخدمنا كل الحيل والمشايخ للترويج بأن التبرع لهذا المشروع هو فى ميزان حسنات المتبرع، وأنه صدقة جارية، ورغم ذلك فإن الصندوق الذى مر على تأسيسه عدة أشهر لم يحقق شيئًا لمصرحتى الآن بعد أن خذلنا أغلب رجال الأعمال الذين كنا نظن أنهم سند لمصر، لكن خاب ظننا.
والحقيقة إننى تعجبت كثيرًا ممن قاموا بالهجوم على مبادرة عمل «قائمة سوداء» لكل من يتبرع لصندوق «تحيا مصر»، ولا أعرف لماذا يخشى البعض من رجال الأعمال من تلك المبادرة التى تفضح الذين مازالوا ممتنعين عن التبرع لصندوق «تحيا مصر»، ولماذا هاجم البعض الفكرة دون أن يقدم البدائل، اللهم بعبارة وحيدة، وهى التبرع ليس إجبارًا؟، وهو قول حق يراد به باطل، لأن هذه النوعية من رجال الأعمال لا تخدم مصر بمثل هذه المقولات التى لا تقدم ولا تؤخر، لأنه إذا كان التبرع ليس إجباريًا كما يزعمون، فإن مساعدة مصر التى استنزفوا خيراتها لأكثر من 30 عامًا واجب قومى، مثل تأدية الخدمة العسكرية.
يجب أن نعيد الحديث عن هذا الصندوف حتى يمتلئ ليس بـ100 مليار جنيه بل 200 مليار جنيه، يجب أن نستخدم كل الطرق المشروعة لكى نوفر الأموال التى تحتاجها مصر، يجب أن يشارك رجال الأعمال فى هذه المهمة الوطنية إجبارًا واختيارًا لأننا لسنا فى مرحلة ترفيهية، ولا نجمع الأموال لإقامة معهد للسرطان، أو بناء مدرسة، أو ملعب كرة قدم، بل نجمع التبرعات لإنقاذ مصر، علينا أن نتحرك بسرعة قبل أن نقول عباره «عليك العوض يا صندوق تحيا مصر».