2 ونصف مليون يتحدون الإرهاب ويتوافدون على طنطا للاحتفال بمولد السيد البدوى.. "الله الله يا بدوى جاب اليسرى" مقولة رددها المصريون لكرامة البدوى لإنقاذ الأسرى من الصليبين.. ومسجده الأكبر بالغربية

يحتفل ملايين المصريين وأتباع الطرق الصوفية اليوم الجمعة بمولد العارف بالله السيد أحمد البدوى -رضى الله عنه- متحدين الإرهاب، وذلك بمحيط المسجد الأحمدى بمدينة طنطا محافظة الغربية، حيث يتوافد الصوفيون من جميع محافظات الجمهورية للاحتفال بالمولد الذى تختتم الاحتفالات به فى يوم الخميس 16 أكتوبر الجارى.

واستعدت المشيخة العامة للطرق الصوفية، للاحتفالات وقال الدكتور عبد الهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس مجلسها الأعلى لليوم السابع، إن الاحتفال بمولد السيد البدوى له طبيعة خاصة، لأن أتباعه وأحفاده ليسوا من أبناء محافظة الغربية أو جمهورية مصر العربية فقط، بل يأتيه زواره وأتباعه من مختلف دول العالم، حيث يبلغ عدد الزائرين خلال الاحتفالات التى تستمر أسبوعاً كاملاً 2.5 مليون شخص.

وأضاف القصبى، أن الاحتفال هذا العام يأتى بالتزامن مع احتفالات محافظة الغربية بعيدها القومى وجمهورية مصر العربية بأعياد نصر أكتوبر المجيد، مشيرا إلى أن المشيخة العامة للطرق الصوفية برنامجاً كاملاً ليس فى مدينة طنطا فقط، بل فى جميع أنحاء المحافظة، وتقيم المشيخة يوم الأربعاء ندوة كبرى يحضرها اللواء محمد نعيم، محافظ الغربية، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية، على أن تقيم وزارة الأوقاف احتفالها يوم الخميس بالمسجد الأحمدى، ويتم إذاعة صلاة الجمعة من المسجد البدوى وتنهى المراسم يوم الجمعة.

ويعد السيد أحمد البدوى، من أقطاب الصوفية الأربعة وهم السيد أحمد الرفاعى، والسيد عبد القادر الجيلانى، والسيد إبراهيم الدسوقى، بالإضافة إلى أحمد البدوى، ولد البدوى بمدينة فاس بالمغرب عام 1200 ميلادية وتوفى 1276، ولقب بـ الشيخ المعتقد الصالح أبو الفتيان، وعرف بـ"أبو اللثامين السطوحى"، وهو إمام صوفى سنى عربى، وثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين، وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء. لُقب بالبدوى لأنه كان دائم تغطية وجهه باللثام مثل أهل البادية، وله الكثير من الألقاب، أشهرها شيخ العرب والسطوحى.

ينتهى نسبه من جهة أبيه إلى الحسين بن على بن أبى طالب. وولد البدوى بمدينة فاس المغربية، وهاجر إلى مكة مع عائلته فى سن سبع سنوات، واستغرقت الرحلة أربع سنوات، منهم ثلاث سنوات أقاموها بمصر. وعندما بلغ الثمانية والثلاثين من عمره، سافر إلى العراق مع شقيقه الأكبر حسن، ورجع بعد عام واحد إلى مكة، ثم قرر فى نفس عام رجوعه، الهجرة إلى مصر، وتحديداً إلى مدينة طنطا، لتكون موطن انتشار طريقته.

يُنسب إلى البدوى العديد من الكرامات، أشهرها ما يتداوله العامة أنه كان ينقذ الأسرى المصريين من أوروبا الذين تم أسرهم فى الحروب الصليبية، ولذلك انتشرت مقولة فى التراث الشعبى المصرى هى الله الله يا بدوى جاب اليسرى، أى أن البدوى قد جاء بالأسرى.

يُقام له فى مدينة طنطا احتفالين سنوياً، أحدهما فى شهر أبريل يُسمى بالمولد الرجبى، والثانى فى أكتوبر وهو الاحتفال بمولده الذى يُعد أكبر الاحتفالات الدينية فى مصر على الإطلاق، حيث يزور مسجده الكائن بقلب المدينة أكثر من 2 مليون زائر فى المتوسط خلال أسبوع.

وأعلن اللواء محمد نعيم، محافظ الغربية، أن هناك تعاونا وتنسيقا بين مديرية الأوقاف والمنطقة الأزهرية بالمحافظة لعقد ندوات دينية فى كافة المساجد بدائرة المحافظة، بالإضافة إلى أماكن الاحتفال بمولد العارف بالله سيدى أحمد البدوى، كما تم تجهيز موقع الاحتفالات بالمولد الأحمدى فى مدينة طنطا من خلال توفير السرادقات الطبية المجهزة بالأدوية والأطباء والمسعفين والمعدات الطبية، بالإضافة إلى عربات الإسعاف الثانية والمتنقلة فى كافة أماكن الاحتفالات، لتوفير الخدمة الطبية للمواطنين والزائرين للمحافظة على مدار 24 ساعة. وأكد اللواء أسامة بدير، مدير أمن الغربية، أنه تم وضع 4 نقاط شرطية فى محيط المسجد الأحمدى بطنطا، لتأمين الاحتفالات بمولد العارف بالله سيدى أحمد البدوى. كما أكد أنه سيتم منع استخدام أية مواقد بوتاجاز أو غاز داخل أو خارج الخيام، مضيفا أنه تم إمداد الأجهزة الأمنية بكلاب بوليسية، خاصة تلك التى تكشف عن المفرقعات، بالإضافة إلى تأمين كافة المخارج والمداخل المؤدية إلى مكان الاحتفال. وطالب مدير أمن الغربية، الضباط والأفراد، بالتعاون مع رؤساء الأحياء والمراكز والمدن بدائرة المحافظة بإزالة أية مخالفات أو إشغالات لتحسين مظهر المحافظة أثناء الاحتفالات.



موضوعات متعلقة..

اليوم.. بدء احتفالات الطرق الصوفية بمولد السيد البدوى بطنطا