قضيت إجازة العيد فى منطقة «دهب» جنوب سيناء، وهى منطقة أزورها لأول مرة، وأدعو كل مصرى لزيارتها.. وبصراحة ولأننى سافرت كثيرًا ورأيت أكثر، تقريبًا فقدت القدرة على الدهشة والانبهار، لكننى أعترف بأننى أمام منطقة «دهب» التى تبعد عن شرم الشيخ حوالى ثمانين كيلو أخذت- بضم الألف- وانهرت إعجابًا وانبهارًا، ذلك لأنك أمام منطقة بكر لم يتم تلويثها، وأمام طبيعة نادرة الوجود، وأمام بشر على فطرتهم يستقبلونك بكل الود والترحاب والابتسامة التى هربت منذ زمن بفعل عوامل التعرية النفسية أو تدهور الحال.. وبصراحة أنا كنت محظوظًا لأننى ألتقيت بأناس مصريين، معدنهم من ذهب على اسم المنطقة.. بشر كنت أتصور أنهم انقرضو ا من فرط طيبتهم ودماثة أخلاقهم، مثل شريف محجوب، مدير الذهبية ورجل السياحة العاشق لتراب مصر، والذى يحظى بتقدير وحب كل من يلتقيه من أول مقابلة، وحسام محمد، ابن طنطا الذى يستقبل الزائر للذهبية بابتسامة باتساع رحابة سماء «دهب»، وأيضًا مستر هيثم، ابن المنصورة العصامى الخلوق، ثم اللواء عماد علوان، رئيس مدينة «دهب» وأحد أبطال القوات المسلحة، والذى قضيت معه يوم السادس من أكتوبر، وأخذ يروى لى قصص أساتذته من أبطال الحرب، وهو مثقف عظيم، ورياضى، ووطنى من طراز فريد، ومهموم بمستقبل «دهب» كأنها ابنته، وقد اصطحبنى فى رحلة بحرية رأينا فيها الشُعب المرجانية التى لامثيل لها على وجه الأرض، وهو نموذج لمسؤول محليات غير التقليدى، وخلق أسلوب إدارة يجمع بين الحب والحزم، ويهتم بالمستوى الصحى ورغيف الخبر ومشاكل تسكين البدو، وهو يقر بأن الفساد فى المحليات يحتاج ثورة إدارية شاملة، لأنه يعوق أى مسؤول وطنى، ويحول دون تحقيق طموحه، واللواء علوان حزين، لأن الألمان والإنجليز لم يفكوا الحظر عن زيارة «دهب» مما جعل السياحة تعانى من أنيميا حادة، لأن المنطقة كانت تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الألمان والإنجليز. بصراحة أنا مندهش من أن شرم الشيخ لها كل هذا السيط، بينما أماكن ساحرة مثل التى تحويها مدينة «دهب» ليس لها ربع حظ شرم الشيخ، ثم إن مجموعة الوديان المحيطة بـ«دهب» قطعة من الجنة، ثم إن الجبال نفسها تحتوى من المعادن والأحجار الكريمة والرخام الطبيعى والجرانيت ما يجعلنى أصرخ: أين المستثمرون؟.. إنك تصعد الجبل فتجد الرخام والجرانيت تحت قدميك يناديك، وكأنك تمشى على كنوز ألقتها الطبيعة ونحن مصابون بالعمى الحيثى.. أين الحكومة من هذه الثروة المهملة؟ وهل نحتاج لحكومات دول أخرى لتمد يدها، وتستخرج هذه الكنوز الموضوعة على قارعة الطريق؟ أين المستثمر المصرى؟ وأين البنوك يا جماعة؟.. نحن مخطئون فى حق هذه البقعة الرائعة، ولابد من دق النفير العام لتسليط الضوء على هذه المنطقة.. إنها وحدها كفيلة بحل أزمة البطالة التى يعانى منها شبابنا، فقط نعقد مؤتمرًا ندعو فيه المستثمرين من كل العالم، ونسهل سبل الاستثمار، ونقيم مطارًا يسهل رحلات الشارتر، وستصبح منطقة «دهب» أغلى من الذهب، أو على الأقل ستصبح اسمً على مسمى، وأنا مندهش من أن رئيس الحكومة المهندس محلب لم يزر هذه المنطقة حتى الآن رغم كثرة زياراته.. يا رئيس الحكومة، ويا وزير السياحة، ويا وزير الاستثمار تجاهل «دهب» وأجوارها جريمة استمرت لعقود منذ عصر مبارك، فهل تصححون أخطاء الماضى، وتفتحون لمصر والمصريين كنز على بابا فى «دهب» وسانت كاترين، والأخيرة لها مقال آخر، لأننى رأيت على جبلها الذى كلّم الله من فوقه موسى قصه أخرى تستحق أن تروى.. ما أجملك يامصر بتاريخك وأرضك وجبالك وبحرك، والأجمل بجد هم المصريون فى كل مكان.. حفظ الله مصر وأهلها وحماها من كل سوء وإرهاب.. آمين.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ســغيد مـتولـى
خلـينـا فى المهـم
عدد الردود 0
بواسطة:
مروان
تعليق رقم **1** انت نجم وجبت من الاخر