كهربت افتتاحية نيويورك تايمز الأمريكية الجو منذ أسبوع، وعكننت على كثيرين، ومنحت المحبطين فرصة للمزايدة وتقديم بعض العروض الكوميدية على شبكات التواصل الاجتماعى، فقط لأن إدارة الصحيفة تبنت وجهة نظر خصوم الدولة المصرية، المزعج فى الأمر أن الذين تصدوا لافتراءات مجلس تحرير الجريدة بدا عليهم عدم الثقة فى النفس، وكأن ما ذكرته الافتتاحية سيغير الأوضاع فى مصر ويمهد لعودة عصابة المقطم وصبيانها فى المناطق الأخرى، أنت أنجزت ثورتك الثانية بسلام،التى أنقذت ثورتك الأولى، وأنت تعرف أن أمريكا استقبلت رئيسك رسميا لا حبا فى بلدك الذى أفسد عليها مشروعها الذى تعمل عليه منذ سنوات بعيدة مع عملائها فى تل أبيب وأنقرة وناضورجى الدوحة، هى استقبلته لمعرفتها أن الشعب المصرى يصدقه ومستعد لدعمه، الجريدة المتربصة لا تعرف أنك فى معركة حقيقية ضد الإرهاب وأنك تمر بظروف اقتصادية صعبة، وأنك مطالب بحراسة حدودك وتاريخك وتلاميذك وعجائزك من الخوف والعوز، النبرة الجديدة بعد الاستقبال الحافل لرئيسك مدفوعة الأجر، لأن خصومك زعلانين من الراعى الأمريكى الذى باعهم على أول ناصية، كانوا يريدونك هناك فى مواجهة صنيعتهم داعش وأنت رفضت، لا لشىء ولكن لأنك مضطر أن تتصدى لهم من على أرضك، يحدثونك عن الحريات ولا يتحدثون عن حريات أردوغان ضد الأكراد ولا حريات إسرائيل ضد الفلسطينيين، هم يقرأون عن مصر فى مواقع الإخوان القطرية ومواقع الممولين الذين يناضلون فى الأماكن الليلية، ماذا تتوقع من الذين هزمتهم إرادتك؟، أنت نزلت للدستور وكنت صادقا، وصوت فى الانتخابات الرئاسية وكنت صادقا... سيبك منهم.