أكدنا أن كرة القدم تعنى إحراز الأهداف، لأن فريقاً يلعب آلاف الدقائق ولا يحرز، لا يستحق أن يتحدث عن نفسه، ولا أن يتكلم عنه أحد!
شتان الفارق أمس بين منتخبنا الوطنى الذى خسر «6» نقاط، وحتى الفريق الذى لعب الشوط الأول فى جبرونى، واللاعبين الذين أدوا الشوط الثانى، وبدون تغيير يذكر، إلى أن تم إحراز الهدف النموذجى الأول لمصر بتسديدة من «الننى» النجم الذى لا يلتفت إليه الجمهور، لأنه يعمل.. ولا يلعب بمنظور جمالى، وهكذا كان أيضاً إبراهيم صلاح ونجم الدراويش السولية.
هذا الشوط الثانى كانت خطته التى قالها غريب فى غرفة خلع الملابس: «إيه يا رجالة.. ما تلعبوا لعبكم وحاولوا تنبسطوا.. وتحرزوا هدف، فإذا لم يحدث ولعبتم فقط، سأتحمل كل شىء».. كلمات يعرف كل من هو قريب من مجال المجنونة المستديرة، أن لها وقع السحر، لهذا لم يكن غريباً أن نجد ابتسامات على وجوه اللاعبين، وتغييرا كاملا فى حالة المزاجية لنجومنا، نتج عنه تأكيد مقولة أن الكرة أجوان.. وأن الننى وصلاح يستطيعان دك مرمى الخصوم ما دام إبراهيم صلاح والسولية وخلفهما دفاع منظم، غلب عليه الطابع الأحمر، بما يعنى أن ثلاثة مدافعين هم سعد سمير، ونجيب وأحمد فتحى لعبوا كثيراً مع بعضهم، لهذا يعرفون كل تحركاتهم بما فيها حجم الأخطاء والسهو أيضاً.
عودة الروح لم تكن كافية.. إذا لم يحز منتخبنا الثلاث نقاط، التى سيبنى عليها واقع الذهاب إلى أمم أفريقيا 2015 بالمغرب، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن الـ«6» نقاط القادمة.. ثلاثة من العودة مع بتسوانا بالقاهرة الأربعاء المقبل، وثلاثة أخرى من السنغال بعد قرابة الشهر، ولا يمكن أن يقول لنا أحد أن نقاط السنغال الثلاث غالية علينا لأنها المكملة للحلم الجديد فى أن يصل الفراعنة للنهائيات الأفريقية.. أولاً بعد غياب دورتين، وثانياً بفريق متوسط أعماره 22 سنة.
لهذا لا يمكن أبداً أن نصمت بعد الآن على أى خروج عن النص فى إعداد الفريق، لن نسكت إذا ما تم الرضوخ للأندية على حساب المنتخب.
القادم يجب أن يكون أكثر إيجابية، وأظن أن غريب عرف أن السكوت عن المطالبة سيدفع هو وحده ثمنه.
هناك أيضاً معان كثيرة لعودة الروح.. والتهديف واصطياد أول «3» نقاط.. على رأسها، أن يظل اسم مصر «الكروى» مطروحاً بشكل يؤكد أن الماضى القريب سيتواصل مع الحاضر.. الذى يجب ربطه بتقليل مساحات الفساد فى كل مناحى الحياة المصرية.. وأغلب الظن أن الفساد فى النظام الكروى دائماً ما يكون السبب الرئيسى لكل انتكاسة.. الآن يجب أن يعمل الجهاز، ويجب أن تقوم آلة الصحافة.. وكل آلات الإعلام بأدوار هامة جداً فى إلقاء الضوء على كل ما هو معوق.. فلا مكان بعد الآن إلا لمن يعمل ويجتهد.. مصر الجديدة يجب أن يكون فيها كرة قدم جديدة أيضاً.