ناصر عراق

اللغة العربية وجائزة نوبل!

الأحد، 12 أكتوبر 2014 06:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرأيت حجم السخط الذى اعترى مؤخرًا الكثير من المثقفين العرب؟.. لماذا؟ لأن جائزة نوبل لهذا العام ذهبت لمبدع غير عربى، الأمر الذى أثار مجموعة من الأسئلة المهمة، إذ أكد العديد من مثقفينا أن الجائزة مسيسة، وأن الروائى الفرنسى الفائز باتريك موديانو لم يحظ بهذا المجد, إلا لأن والده من أصل يهودى، واللوبى اليهودى - كما يؤكد هؤلاء - يتحكم فى الجائزة فيمنحها لمن يشاء ويحرم منها من يشاء!
عندى ملاحظتان حول هذا الكلام، لكن قبل أن أحررهما أود الإشارة إلى أنه لا توجد جائزة محايدة مائة بالمائة، وأن هناك نسبة من المواءمات والمجاملات يراعيها المسؤولون عن أية جائزة، وتقاس نزاهة جائزة ما بالحجم القليل لهذه المواءمات وتلك المجاملات، وأظن أن نسبة المجاملة والمواءمة فى جائزة نوبل قليلة إلى حد كبير، وإلا فقدت الجائزة سمعتها وأهميتها.

أما الملاحظة الأولى فتكمن فى ضرورة أن ندرك أن اللغة - أية لغة - هى ابنة مجتمعها، فإذا كان المجتمع قويًا أنتج لغة قوية، وإذا كان المجتمع ضعيفا خائبًا معطوبا، باتت لغته بائسة هزيلة رتيبة.
بنظرة سريعة فإن مجتمعنا العربى - مع كامل الاحترام - لاتربطه بوشائج القوة أية صلة، فللأسف نحن عالة على الحضارة الحديثة، نستهلك ما تنتجه هذه الحضارة من ثمار التكنولوجيا وفواكه التقدم، ولا نشارك فى صنع هذه الحضارة، بل نخصم منها بالتعصب والتشدد وذبح المخالفين. وها هو المشهد الدموى فى الساحة العربية يؤكد ذلك.

هنا نأتى إلى الملاحظة الثانية، هل يمكن لمجتمع غير منتج أن (ينتج) لغة مؤثرة قادرة على الكشف والتحليل والتعبير، وهذا ما يطلبه الأدب الرفيع من أية لغة؟ صحيح أن لغتنا العربية هى لغة القرآن الكريم الذى أنزله الله على رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام، إلا أننا لم نطور هذه اللغة لأننا لم نطور مجتمعنا، وبالتالى لم يؤثر أدبنا فى شعوب العالم، ولم تنفعل به!

إن حلمنا بنوبل يستلزم همة جبارة لتطوير المجتمع.. آنذاك تتطور اللغة العربية تلقائيًا، وتنافس بجدية على حصد الجائزة العالمية الأرفع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة