«اتحاد ملاك ثورة يناير» بقيادة علاء الأسوانى وباقى نحانيح الثورة، لديهم إصرار مريب على قلب الحقائق، بشكل متعمد، بعيدا عن الأمانة العلمية فى التأريخ للثورات والأحداث، ونقل الصورة على حقيقتها، دون إخضاعها للمشاعر الشخصية من حب أو كراهية.
ومن المعلوم بالضرورة، أنه عند سرد الوقائع والأحداث للتأريخ، وعقد مقارنة بين ثورتى 25 يناير و30 يونيو، لابد من إخضاعها للأمانة العلمية المجردة عن الهوى، والبدء فى تسطير تاريخ ينقل الصورة الحقيقية للأجيال القادمة، والاستفادة من حالة الزيف، وقلب الحقائق التى اعترت صفحات التاريخ فى بعض عصوره المختلفة.
ببساطة.. عند عقد مقارنة بين ثورتى 25 يناير و30 يونيو، يتضح أن ثورة يناير ليست من جهد وعصارة فكر مصرى خالص، وإنما هى استنساخ من ثورة تونس، ولم تخرج أيضا بهدف إسقاط «مبارك» ونظامه، وإنما لتغيير وزير الداخلية حبيب العادلى، ورفعت شعارات «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»، وخرجت فى 3 ميادين فقط «التحرير بالقاهرة، والقائد إبراهيم بالإسكندرية والأربعين بالسويس»، ودخل على الخط جماعات الانتهاز السياسى على رأسها الإخوان و6 إبريل، ورأت أن الفرصة سانحة للوصول إلى الحكم، وعندما ارتعدت فرائص نظام مبارك خوفا ورعبا لهشاشته، تنازل عن الحكم.
أما ثورة 30 يونيو فهى فكرة مصرية خالصة، بدأت باستمارة تمرد، وخرجت بأهداف معلومة، وهى إزاحة مرسى ونظامه، وإسقاط دستوره، وتعيين رئيس المحكمة الدستورية رئيسا مؤقتا للبلاد، وخرجت المظاهرات فى كل ميادين مصر، وبأعداد لم يسبق لها مثيل فى تاريخ مصر، وطردت كل جماعات الانتهاز السياسى من أمثال جماعة الإخوان وحلفائهم، وحركة 6 إبريل وحلفائهم من الحركات الفوضوية، وعادت مصر للمصريين الحقيقيين.
علاء الأسوانى وبلال فضل وعلاء عبدالفتاح ومصطفى النجار وعمرو حمزاوى، وأحمد ماهر، وكل نحانيح الثورة، من المتعبدين فى معبد ثورة 25 يناير، وضعوا أيديهم فى أيدى الإخوان، الذين فتحوا أبواب جهنم على المصريين، وزرعوا الأرض بالإرهابيين، وروها بدماء أبناء البسطاء من هذا الوطن «من جنود وضباط جيش وشرطة، ومدنيين».