نانى تركى تكتب: طالبة القرب من ابنك

الإثنين، 13 أكتوبر 2014 12:05 ص
نانى تركى تكتب: طالبة القرب من ابنك عريس وعروسة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس معنى أنى طلبت يدك للزواج أن تركض إلى غرفتك خجلاً وتجلس على سريرك سارحًا تلعب فى شنبك مفكرًا فى الأمر، ولا أن يقول لك أصدقاؤك والست الوالدة المثل "خد اللى بتحبك وماتخدش اللى بتحبها".


كان هذا الأمر مألوفًا فى تراثنا العربى ولم يكن مستنكرًا خروج المرأة من القاعدة المتعارف عليها فى الزواج من خطبة الرجل للمرأة وليس العكس فكانت النساء سلفًا تخطب الرجال بأن تنشر فى الآفاق المحيطة بها مثلاً "الألغاز" ومسائل يشترط حلها لقبول الزواج وعينت الشخصية التى ترغب فيها بإيضاح تلك الألغاز وإن كانت بصورة منمقة وأحيانًا تقتنص المرأة الفرص إذا ما رأت ما يناسبها من الرجال.


وتبقى على رأس تلك النساء السيدة خديجة عليها السلام حينما رأت فى شخص محمد صلى الله عليه وسلم زوجًا لها وكان يدير تجارتها ولم يكن نبيًا بعد وكان أصغر سنًا ولكنه كان الصادق الأمين كمان كان معروفًا عنه عليه أفضل الصلاة والسلام فى فترة ما قبل ظهور الدعوة، فأرسلت إليه إحدى صديقاتها نفيسة بنت منية لتفضى إليها رغبتها فى زواجه وتتحسس رغبته أو موافقته بقليل من الكياسة والفطنة.

لكن تلك الخطبات النسائية التى اعتاد الناس على تناقل أحاديثها قبلاً قوضتها أعراف وتقاليد العرب فيما تلا ذلك من العصور وأصبح من المعيب لدى الأسر العربية وحتى لدى الرجل أيضًا أن تفصح المرأة عن رغبتها فى الزواج من أي شخص كان، ثم عادت التقاليد تبيد وتضعف فى زمننا هذا عصر الانفتاح على الثقافات الأخرى، هكذا إذن هو الأمر تحكمت به الأعراف واختلفت بقبوله العصور.

أما الآن السؤال يطرح كثيرًا ولا يزال فى ذهن كل امرأة وفتاة وتراه عند بعض الرجال: هل يجوز للمرأة أن تخطب من تراه مناسبًا لها ؟! نعم يجوز نحن فى وقت كثرت فيه الفتن والمغريات للرجال أقوياء القلب فما بالك بحال الفتاة أو المرأة، ألا يكون هذا سبب لأن تخاف الفتاة على نفسها من الفتن والمغريات فتاة التزمت وكل همها إرضاء ربها، وبعيدًا عن المغريات امرأة تعلق قلبها برجل رأت فيه ما لم تجده فى باقى الرجال فى زمن أصبح الواحد منهم غريبًا ونادرًا فى زمن عز فيه الرجال وقيل فيه طوبا للغرباء.

اختيار المرأة أو رفضها يجب أن يكون مصحوبًا بإعطاء سبب منطقى فى نظر الأهل إن لم يقتنعوا ضحكوا وغضبوا ورأوا أنه رب عذرٍ أقبح من ذنب، كيف إذن لا يؤدى بها التفكير فى أن تخطب لنفسها إن وجدت من ترضاه هى لنفسها!

ولكن كيف وأين ومتى وماذا سيظن الرجل بها؟! سؤال يطرح نفسه كيف تخطب المرأة لنفسها هل هذا وارد؟! هل هو عادى؟! هل وهل.. أين الجواب؟! وما نظره الواقع والمجتمع لمثل هذا التفكير هل سيعتبرونه حرية أم انفلاتا فى الأخلاق، أم حلا لم تجد سواه، أم هو تفكير لم تجرؤ أي واحدة على تطبيقه! وان كانت سبقتهم فيه السيدة خديجة رضى الله عنها.

يعنى شرعًا الأمر جائز لكن العادات والتقاليد تراه امرًا محرجًا قليلاً لذلك لا يقوم به أحد برغم أنه حلال وجائز فنحن مازلنا مجتمعات تسير على الأعراف والتقاليد وليس على الشرع!

بل تعدى الموضوع أمر العادات والتقاليد إلى السخرية بأن مجتمعنا لو سمح للفتاة بأن تخطب الرجل ستقل عنوسة الفتيات وتظهر عنوسة جديدة عنوسة الرجال!

من قال إن المرأة تخطب لنفسها فقط لقلة خطابها وأن العمر يمضى بها وتصل إلى الثلاثين أو ربما الأربعين وهى لم تتزوج وأن هذا يحدث بسبب عدم طرقها لأسباب الزواج! هو سبب قوى لا ننكره ولكن هناك سبب آخر لا نغفله فهناك امرأة قوية لديها نظرة ثاقبة تريد أن تختار شريكها بنفسها لا أن تُختار ويُعجب بها الرجال فقط وتراه حق مكتسب كفله لها الشرع.

فلم يجد الرجل غضاضة فى طلب المرأة له للزواج فنحن معشر النساء لا نحتقركم ولا نجد غضاضة حين نُطلب للزواج بالعكس فهناك من قدر قيمتنا، والمرأة التى تظن أنها امتهنت كرامتها حين طلبتك للزواج بالعكس تمامًا قد تكون امرأة قرية محددة الأهداف تعرف ماذا تريد جيدًا فلترتقوا قليلاً.. لا كتير مش شوية الحقيقة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة