التظاهر وسيلة وليس غاية، لكنه تحول إلى غاية، ومثله العمل الاجتماعى والسياسى فى الجامعات. أصبح هدفا لا يمارسه أحد، بقدر ما يتظاهر من أجل التظاهر، ويتحول الأمر غالبا إلى صدام وعراك، تتوه فيه الأهداف الأساسية. ويمكن لأنصار كل طرف أن يقدموا عشرات المبررات لمواقفهم، والنتيجة أنه لا عمل سياسى، وإنما عراك وكيد وحرق وتكسير وتخريب وسب وقذف وقبض وسجن ومحاكمات.
فى شؤون المظاهرات عموما، وفى الجامعات خصوصا، نحن أمام طريق شبه مسدود. ما جرى خلال يومين يبدو تكرارا لتجربة العام الماضى، عدد محدود من الطلاب، يصر على الصدام، ويحول رغبته فى التعبير عن الرأى إلى حرب، ويحمل الجامعة والدولة المسئولية ويتجاهل الفوضويين.
رأينا فى جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية والأزهر، طلابا يهاجمون الحرس، يرفضون أى إجراءات للتفتيش أو تأمين الجامعة. ويستخدمون فى ذلك أقسى درجات الصدام، وأدوات العنف. فى العام الماضى لم يكن هناك حرس جامعى، وبسبب عنف الطلاب من الإخوان، وعندما تحول الأمر لحرق وتخريب، استدعت الجامعات الشرطة لمواجهة ما رأت أنه اعتداءات غير سلمية.
يقولون إنهم يريدون ممارسة العمل السياسى بمعنى التجمع والندوات والمناقشات والتنافس بين الأفكار، فضلا على الرحلات والحفلات الفنية والمعارض، وحتى المظاهرات السلمية شرط ألا يتحول الأمر إلى حرب، أو تنتقل الصراعات الحزبية من الشارع للجامعة. ومن يطالبون بحظر العمل السياسى فى الجامعات، يتجاهلون أن الطلاب ينفعلون بما يجرى من أحداث، والمشكلة هى الخلط بين السياسى والحزبى، تظاهرات الإخوان فى الجامعات، تسعى لمنع الدراسة، وتشمل اقتحام المبانى، والتخريب، ورفض أى نظام. وتدعم أنصار التشدد ومنع العمل السياسى وإعادة الحرس للجامعة.
البعض يريد قانونا والبعض يريد القانون بتعديلات تضمن حرية التعبير عن الرأى من دون فوضى. وهناك من يرفض القانون من الأصل. وهؤلاء يحدثوننا طويلا عن العالم الديمقراطى ونظامه ونظافته، فإذا حدثتهم عن القانون يردون بأن هناك فرقا، هؤلاء يحولون كل مظاهرة إلى فوضى وكل تعبير عن الرأى إلى صدام وعنف وتخريب.
وإذا عدنا إلى حكم المحكمة الإدارية العليا بإلغاء الحرس الجامعى فى أكتوبر 2010، فقد اعتبرت المحكمة وجود قوات للشرطة تابعة لوزارة الداخلية بصفة دائمة داخل الجامعة، يمثل انتقاصا من الاستقلال الذى كفله الدستور والقانون للجامعة، وقيدا على حرية الأساتذة والباحثين والطلاب. لكن ما يجرى من عنف يهدد حرية الطلاب فى تلقى العلم أو ممارسة الأنشطة. هناك حاجة لإعادة المناقشة بعيدا عن أى ضغط، أو ابتزاز. لهؤلاء الذين يريدون القمع، ومن يريدون الفوضى. ومن يريدون القانون. وما يحدث هو تظاهر وعنف بلا سياسة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
طالب القرب
هو الآن أيضا وسيلة ضد زوار الفجر خاطفى الطلبة من بيوتهم
ضد ظلم الحاكم الذى يصنع الإرهاب !
عدد الردود 0
بواسطة:
الحاج / أحمد
حل هذه المشكلة
عدد الردود 0
بواسطة:
لماذا لايقتصر التعليم المجانى على التعليم الأساسى فقط - هل نحن أغنى من أمريكا؟
لماذا أدفع أنا كمواطن تكلفه تعليم بلطجى معتوه لم يتربى ليتخرج و يصبح مواطن فاشل؟
و لماذا أدفع ثمن أصلاح مايدمره بعد ذلك؟
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
مزاولة العمل السياسى له مجالس ومقرات خاصه محترمه وليس حلبات لمصارعة الثيران
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
ولكن طبيعى جدا ان يتكلم الناس فى امور دنياهم داخل الجامعه والمترو والتوكتوك
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اندهش - نحن اول دوله فى عدد القوانين والتشريعات واللوائح ومع ذلك نحن اول دوله فى الفوضى
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
ياحاج محلب - اوعدك بعدم مزاولة السياسه اذا الغيت فواتير اتاتورك واردوغان
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الشباب ليسوا بمعزل عن الحياه السياسيه وعلى الحكومه ان تتعامل بمنتهى الحكمه مع هذه الحقيقه الابديه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
هوه يعنى ساعة الكوارث تتمنوهم وساعة البرلمان تقلشوهم
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
ايه المطلوب بالضبط يا محلب - اكذب الشباب واصدق الفقر والزحام والاسعار والفساد والبيروقراطيه
بدون