تداولت مواقع التواصل الاجتماعى صورا لبنطلون ادعى من نشرها أنها لأحد أفراد شركة فالكون المسئولة عن تأمين الجامعات، وذلك بعد أن انتشرت أخبار بهروب أفراد هذه الشركة من مواقعهم أمام بوابات الجامعات التى يتولون تأمينها بعد مظاهرات طلابية واعتداءات من الطلاب عليهم.
حيث دشن النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى "هاشتاج ساخر" أطلقوا عليه اسم "فالكون طلعت سوسن" نشروا فيه صورة بنطلون قالوا إنه خاص بفرد أمن من شركة فالكون، وأنه قام بالتخلص منه حتى يحمى نفسه من اعتداءات الطلاب، وعلق آخرون بأن طلاب جامعة الأزهر تغلبوا على فرد فالكون وأجبروه على خلع بنطلونه.
ظن من التقط هذه الصورة للبنطلون ونشرها - سواء حدثت هذه الواقعة بإجبار أحد موظفى الأمن بالشركة على خلع بنطلونه أو لم تحدث - أن ما فعله هؤلاء الطلاب موقفا بطوليا وعلامة من علامات النصر فى معركة طرفها الطلاب المتظاهرون وبعض موظفى الأمن المسئولين عن تأمين الجامعات وتأمين الطلاب، والتأكد من أنه ليس بينهم دخيل أو مخرب، وأن من يدخل الجامعة طالب يحمل كارنيه ولا يحمل معه أدوات تضر باقى زملائه، بل ظن من نشر هذه الصور أنه انتصر فى معركة على عدو وأن ما حدث أمر يدعو للتفاخر وعلامة من علامات القوة والنصر.
لم يدرك الطلاب الذين قاموا بهذا الفعل أن هذه الصورة عار عليهم وأن هذا البنطلون يكشف سوءات ما حدث فى مجتمع الطلاب والمفهوم الخاطئ للحرية الذى ساد بين أعداد منهم وأنه يمنح ذريعة للتعامل بعنف مع من يسلك هذا المسلك ويعتدى على موظف كل وظيفته تأمين الجامعة وطلابها والحفاظ على سلامتهم، وأنه إن كان من حقك التظاهر والاعتراض على أى ممارسات تتعارض مع الحريات أو للإفراج عن زملائك فليس من حقك أن تهين موظفا كل دوره هو الحفاظ على أمنك وسلامتك أيا كانت الأسباب والضغوط.
فهذه الممارسات لم تحدث مع موظفى الأمن فى الجامعات ولا حتى مع الحرس الجامعى طوال تاريخ النضال الطلابى، لم ينحدر مفهوم النضال ولم يتم تشويهه إلى هذا الحد الخسيس الذى يصل إلى مستوى خلع بنطلون موظف أمن أو حتى مجند شرطة وأمن مركزى، لم يحدث هذا حتى فى تاريخ نضالنا القتالى وحربنا مع إسرائيل.
ما حدث يجسد عورة مجتمعنا وما وصل إليه حالنا فى عدم التمييز بين الحق والباطل، وحجم العداوة وتشوه المفاهيم واختلاطها فى أهم مكان يحمل شعلة التنوير ويجسد شكل المستقبل وهو الجامعة وعقول طلابها الذين حمل جزء منهم بنطلون موظف مسكين بدلا من شعلة العلم والحرية.
بنطلون فالكون ليس عارا على الموظف الذى قيل إنه خلعه هربا من اعتداءات الطلاب، ولكنه عار على مجتمع الطلاب، وعار على مجتمع وصل فيه حجم العداوة والبغضاء إلى هذا الحد المفجع، ومشهد يستحق الرثاء والبكاء وليس الضحك والسخرية والشماتة لأن بنطلون فالكون كشف سوءاتنا جميعا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
هل تحتاج السلطه لجرعة ذكاء لكى تتبين ماذا سيحدث بعد افتتاح الجامعه للدراسه
لماذا التخلف وانتظار المصيبه ثم الصراخ
عدد الردود 0
بواسطة:
الحاج / أحمد
لأهمية الموضوع و المقال
يؤجل الأن