محمود سعد الدين

البطل عبدالعاطى.. صائد الدبابات

الأربعاء، 15 أكتوبر 2014 03:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم ينظر العالم لأكتوبر 73 كحرب أعادت الحق للمصريين فى سيناء وغيرت ملامح وجغرافيا الشرق الأوسط، بقدر ما نظروا إليها كعملية عسكرية كبيرة، تتضمن تفاصيل نوعية ساهمت بشكل كبير فى تغيير القواعد الثابتة بالنظريات العسكرية، وهو ما بدا واضحا فى أن خطة أكتوبر وتحركات الجنود المصريين تدرس فى الجامعات والمعاهد بدول العالم.

من بين أهم القواعد بالعلوم العسكرية قبل 73، أن الحروب هى مواجهة سلاح بسلاح، ومن يمتلك سلاحا أكثر وأحدث، تتزايد فرصته فى الفوز وسحق الآخر، وإسقاطا لتلك القاعدة على أرض المعركة، فإن عدد الدبابات والمجنزرات الإسرائيلية على خط المواجهة كانت تفوق أعداد الدبابات المصرية، والنتيجة الطبيعية أن يتفوق الإسرائيليون على المصريين، إلا أن الواقع جاء بعكس ذلك، لأن المصريين أضافوا إلى المعادلة متغيرا جديدا، وهو الصواريخ المضادة للدبابات، بما مكن المصريين من مواجهة الدبابات الإسرائيلية بصاروخ يُحمل على الاكتاف وليس بدبابة تسير على الأرض فقط، وبرع المصريون فى استخدام الصاروخ محققين خسائر كبيرة للعدو، وتكرر الأمر فى أكثر من واقعة، لدرجة أن أطلقنا على أحد أبطالنا - صائد الدبابات الإسرائيلية - من كثرة ما أصاب من دبابات العدو.

الصائد هو محمد عبدالعاطى عطية شرف، المصرى الفلاح الأصيل، الذى تمكن فى حرب أكتوبر من تدمير 27 دبابة و3 مجنزرات، وهو مجهود فردى عال، يستحق الدراسة والتحليل، لأن تثبيت الصاروخ ودقة توجيهه نحو الهدف هى إمكانيات لم تتواجد إلا فى عدد قليل من جنودنا بأرض المعركة.

صواريخ عبدالعاطى، كانت أحد أسباب تقدم اللواء مشاة وانسحاب الإسرائيليين فى اليوم الثالث بعد الإصابات القوية التى لحقت بهم، والصواريخ نفسها كانت سببا أيضا فى تدمير قوة إسرائيلية يوم 9 أكتوبر، واصطاد عبدالعاطى يومها 19 دبابة، والصواريخ نفسها كانت السبب الوحيد للدفاع عن الكتيبة 34 التى تعرضت للهجوم من 3 دبابات إسرائيلية. البطل عبدالعاطى، حصل على نجمة سيناء من الدولة سنة 74 تقديرا لجهوده فى الحرب، إلا أن الدولة تجاهلته لسنوات طويلة، عندما عاد إلى قريته وعاش 27 عاما بعد أكتوبر يعانى قسوة الحياة، حتى أصيب بفيروس «سى» ورحل عن العالم بعد رحلة علاج طويلة ومريرة أنفق عليها وحده، حتى إن جنازته لم يحرضها مسؤول واحد بالدولة رغم بطولاته فى أكتوبر.

أخيرا.. يتبقى المقارنة الواجبة.. البطل عبدالعاطى وزكريا عزمى أبناء قرية واحدة هى قرية شيبة قش بمحافظة الشرقية.. عزمى نال ما نال من التكريم، وعبدالعاطى نال ما نال من التهميش، رغم الفارق الشاسع بين بطولات صائد الدبابات فى مواجهة العدو، والفساد الذى وصل للركب فى ديوان الرئاسة وقت زكريا عزمى.

فى شهر الانتصارات.. شكرًا سيادة صائد الدبابات.. ولشعبك وأحفادك أن يفتخروا بك.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة