هل من الممكن أن تكون هذه العبارة صحيحة «الحياة أكبر من الدين»؟، إنها بالقطع خطأ؛ لأن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال فى خطبة الوداع مبلغا عن ربه «اليوم أتممت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام دينًا» وهذا ببساطة شديدة يعنى أن هذا الدين هو الدين الكامل الذى لا نقصان فيه وأن هذا الدين هو ما ارتضاه الله سبحانه وتعالى ونبيه العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة «كنتم خير أمة للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر».
وإذا كانت الحياة أكبر من الدين، فلماذا بعث الله الرسل لينظموا الحياة التى هى أكبر من الدين المرسل من رب الوجود كله؟ الإسلام هو الدين الكامل الذى صحح مسيرة البشرية حتى تكون أسعد وأقرب إلى الله سبحانه. لقد حرر الإسلام الإنسان فحرم شرب الخمر المدمر للجسم والعقل وللروابط الاجتماعية وحرم قتل الفتيات التى كانت عادة من أرذل العادات وأكثرها بهيمية. ألم يحرر الإنسان من العبودية بمنعه للرق بكل أشكاله وأعطى المرأة حقوقها المالية ومنع إهانتها وأعلى من شأنها وخاطب الله سبحانه وتعالى المرأة كما يخاطب الرجل مساويًا بينهم فقال «قل للمؤمنات».
ألم يمنع الربا حتى يمنع نوعا من أنواع الرق وهو العبودية المالية واسترقاق الغنى للفقر والمحتاج وأعطى الإسلام الأديان السابقة عليه حقوقها ولم يتعال عليها وطلب منهم أن يأتوا إلى كلمة سواء «أن نعبد الله ولا نشرك به شيئًا»، وقال أيضًا: «لكم دينكم ولى دين». لقد كانت الحياة فى فوضى فنظمها الله بالرسالة الخاتمة فالإسلام أكبر من الحياة. إن كلام الله يحتوى كل الحيوات التى فى الكون الذى خلقه الله سبحانه وتعالى، فالله أكبر وكلامه أكبر. «الكتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير».