مهما حاول الآخرون التآمر عليك، لن ينجحوا ما لم تسهل لهم ذلك، والحليف الغبى والفاشل أكثر خطرًا من العدو، وربما كان البعض يتحدث عن «خلايا نائمة تسعى للتخريب»، لكن الأخطر منها هى «الخلايا الفاشلة والفاسدة والغبية» داخل دولاب الدولة، وهؤلاء هم من يفشلون كل مسيرة، ويدمرون كل تحرك.
بالأمس تحدثنا عن مشروعات معطلة بمئات الملايين، وأموال مهدرة بسبب البيروقراطية والارتعاش والفساد.. كانت الصدفة وحدها هى التى قادت رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب لاكتشاف مستشفى تم إنشاؤه وتكلف ملايين، ومعطل بسبب 3 أو 4 ملايين. ومثل هذا المستشفى عشرات فى القاهرة والمحافظات، وعشرات المدارس، ومئات من مشروعات الصرف الصحى والبنية الأساسية.. فى كل محافظة ومركز هناك منها كثير، وهذه المشروعات إذا لم تكتمل فهى مال مهدر، وإذا كان يحتاج 3 ملايين اليوم، فهو يحتاج إلى عشرين وخمسين بعد أعوام، وأحيانًا يتهدم ويفقد وجوده.
هل تحتاج الحكومة إلى آلية لحصر هذه المشروعات والانتهاء منها، وإدخالها للخدمة، خاصة مشروعات الصحة والمستشفيات والعلاج؟.. نحن فى حاجة للمزيد من المستشفيات، وهى موجودة، ويمكنها القيام بالدور، بينما نبحث عن تمويل لمنشآت جديدة.. هذا الواقع يكشف عن غياب المسؤول المحلى، والمحافظ، ورئيس المدينة والحى.. نحن فى حاجة إلى مسؤولين يعملون دون انتظار زيارات رئيس الوزراء، أو تعليمات الرئيس، فهذا هو الفشل بعينه.. صحيح هناك بعض الجهات والتيارات تريد تعطيل الحركة وعرقلة المسيرة، ونشر اليأس والإحباط، وربما كان الإخوان أو حلفاؤهم يفعلون ذلك، لكن كل هذا من الصعب أن ينجح دون وجود شركاء وحلفاء، وهؤلاء الشركاء ليسوا بالضرورة «خلايا نايمة» لكنهم «خلايا فاشلة وفاسدة»، والإحباط والغضب يأتى من شعور كثير من المواطنين بأنه لا تغيير.. الفاسدون فى المحليات والهيئات المختلفة مازالوا فى أماكنهم.. الرشوة والفساد ما زالا يسكنان المحليات فى كل ركن.. المسؤولون لا يتحركون من تلقاء أنفسهم، وما تزال الشكاوى ترتفع إلى رئيس الوزراء، والمظلومون يخاطبون القيادات الأعلى ليأسهم من تحرك المسؤول المحلى. هناك تحركات موضعية لم تصل لتصبح عقيدة أو استراتيجية، حتى هؤلاء الذين يثقون فى الرئيس ويثمنون تحركات وجولات رئيس الوزراء يرهقهم أن يروا المنافقين والفاسدين يعششون ويحتلون الصدارة.
وعندما يطالب المواطنون بإنهاء الفساد والفشل والغباء، فهم يساندون الدولة، ويريدون أن يروا تغييرًا حقيقيًا، وكل هذا لن يأتى دون سياسة للمتابعة والمحاسبة، والقضاء على «الخلايا الفاشلة» فى دم الدولة.