هو أحد الطلاب المحبوسين احتياطيًا خلف القضبان، ويتم التجديد له دون حكم إدانة أو براءة.. حال محمود هو حال كثير من الطلبة والشباب الذين تم القبض عليهم فى أحداث كثيرة منذ 30 يونيو، فالقبض فى أغلب التظاهرات داخل وخارج أسوار الجامعة قبض عشوائى، والتمييز بين الطلبة السلميين والإخوان وغيرهم من منتهجى العنف أصبح شبه معدوم. أتفهم فى قليل من الأحيان القبض العشوائى لحظة الحدث، لكن لا أتفهم مطلقًا ألا تظهر التحريات والتحقيقات لمدة تزيد على 300 يوم، إذا كان هذا الشخص ينتمى لجماعة الإخوان ومتورط فى عنف أم لا. وسنجد فى بيان عائلة الطالب أنه من عائلة مناهضة لنظام الإخوان، واعتُقل أخوه فى حكم مرسى، فكيف يُعقل أن تكون العائلة والطالب إخوانيًا ومناهضًا لحكم الإخوان فى الوقت ذاته!
استمرار حالة القبض العشوائى، بالإضافة إلى عدم وجود آليات للتمييز بين الطلاب السلميين والمخربين من خلال تحقيقات جادة، واستمرار تجديد الحبس الاحتياطى لمدة طويلة تتعارض مع الدستور، هى أسباب رئيسية لزرع الرغبة فى الانتقام داخل نفوس الطلاب والشباب، مما يصعد استخدام العنف من قبل كل الأطراف.
هذا إلى جانب اتخاذ العديد من القرارات والإجراءات التى تقيد الحريات للطلبة، مما يؤدى إلى استفزازهم، وتصاعد حدة العنف. فلا أرى أن الاعتماد على الإجراءات الأمنية فقط هو الحل، ولا أظن أن الاعتماد على شركة أمن خاصة كان أيضًا حلًا حتى لو كان فقط للتواجد، وحماية البوابات، وما حدث فى أول يوم فى الدراسة كان دليلًا على هذا القرار الخاطئ.. ومن الأمور المثيرة للضحك والسخرية التصريح بأنه سيتم اختيار بعض الطلاب ليقوموا بدور الجواسيس على زملائهم، ناهيك عن حل بعض الأسر الطلابية، والذى لا أرى له أى مبرر!
وأخيرًا لا بد من التمييز بين الطلبة، واستيعاب الطلبة السلميين منهم، ودمجهم فى مسارات إصلاحية مبتكرة داخل الجامعات. وإليكم بيان أسرة الطالب محمود محمد كاملًا: «ما الذى يجعل والد شاب مات فى عهد مرسى يُبدى تعاطفًا ودعمًا لشاب متهم بانضمامه لجماعة مرسى؟! إنه حال والد الشهيد جابر صلاح «جيكا» أول شهيد فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى الذى أعلن تضامنه الكامل مع طالب تتهمه السلطات الحالية بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وهو الطالب محمود محمد..
وعليه تؤكد عائلة المعتقل الصغير «محمود محمد»، والمعتقل المخلى سبيله «طارق محمد» والشهير بـ «تيتو»، والذى اتهمه ذات النظام بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين يناير الماضى، بينما كان متهمًا بالاعتداء على مكتب الإرشاد وقلب نظام الحكم، وتم حبسه على ذمة القضية 76 يومًا قبل أن يثبت القضاء براءته منها، وتم اتهامه بحيازة مفرقعات، ووصفه بـ«الخطر على الأمن القومى» حسب ادعاءاتهم، على عدد من النقاط المهمة:
أولا: ستكون عائلة «تيتو» و«محمود محمد» إلى جوار أسرة الشهيد جابر جيكا حتى القصاص له.
ثانيًا: تعلن عن رفض الممارسات التى بناء عليها تم حبس «محمود» 259 يومًا احتياطيًا، وهذا يعد مخالفًا لدستور 2014 الذى يؤكد أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته، وليس محبوسًا احتياطًا، فضلاً على تنقله خلال فترة الحبس لأماكن احتجاز مختلفة «قسم المرج، سجن أبوزعبل، سجن الاستئناف» دون أن تعلم الأسرة سببًا واحدًا لنقله كل مرة لمكان احتجاز آخر».
وتضيف أسرة «محمود» أنها ستظل تطالب النائب العام بفتح ملف الطالب «محمود» وبحث كل التداعيات، والنظر فى البلاغات المقدمة من أسرته ضد الانتهاكات التى تعرض لها، والتظلمات التى تطالب بإخلاء سبيله بعد حبسه احتياطيًا منذ يناير الماضى على ذمة القضية رقم 715، إدارى المرج لسنة 2014. وعليه لم يصبح من الصعب تخيل أن يدعم والد «جيكا» ضحية الإخوان أحد المتهمين بالانضمام لهم، فالظلم قد طال الجميع.
«#الحرية ـ لمحمود ـ محمد»
ألا تعتقديا سيادة الرئيس أن ملف السجناء من الأطفال تحت ما يسمى بـ«التجديد الاحتياطى» دون حكم براءة أو إدانة يحتاج إلى وقفة اليوم وليس غدًا؟!
اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.