كلما نشرت واشنطن بوست مقالا مسيئا للإدارة المصرية، أو هاجمت نيويورك تايمز السيسى أو أصدرت مجموعة العمل حول مصر «ميشيل دن وشركاها» تقريرا موجها ومنحازا للإخوان، تنشق الأرض فى مصر عن ثلاث فئات كلها أسوأ من بعض، تلطم الخدود وتشق الجيوب وتنوح، لكنها توجه رسائل متباينة إلى الإدارة المصرية وكأنها الترجمة اللازمة لرسائل وسائل الإعلام الأمريكية المقربة من دوائر صنع القرار.
الفئة الأولى تضم الإخوانجية والربعاوية والمتطرفين عموما فى الصحافة المصرية، وهم معروفون بدكاكينهم وأفرادهم أصحاب التاريخ الطويل فى تأييد التطرف والتقعيد له وتبرير جرائمه قبل مرسى، عندما كانوا متخفين فى صفوف المعارضة وأثناء حكمه عندما قلعوا برقع الحياء.
هؤلاء الإخوانجية يطبلون ويزمرون فور أن تنشر الصحف والدوائر البحثية المقربة من الإدارة الأمريكية تقريرا أو مقالا ضد السيسى أو الحكومة، ويروجون له باعتباره دليلا على فشل السياسة المصرية وعلى ثبات القوة الأولى فى العالم خلف التنظيم الدولى للإخوان.
الفئة الثانية وتضم أغرب المشتاقين والمحنكين فى النفاق ممن عبروا على كل الحكومات والأجهزة بمسمياتها المختلفة، هؤلاء عادة ما يرتدون ثوب الناصح العارف ببواطن الأمور، ويقدمون أنفسهم على أنهم يملكون الأدوات لمخاطبة وغسيل مخ الرأى العام الأمريكى، واحتواء مستشارى الخارجية والبيت الأبيض وطواقم مجلس الأمن القومى، ووضعهم جميعا فى الجيب الصغنن، لتجنيب بلادنا هذه الهجمات الشرسة نتيجة سيطرة الهواة وأهل الثقة على أروقة سياستنا الخارجية
أما الفئة الثالثة فأغلبهم من خرتية الصحافة والسياسة المتخفين وراء السخرية والهرتلة والاستظراف، لا يقبلون أن يأخذ أحد كلامهم على محمل الجد أو يحاسبهم بالمنطق، وإذا حدث يرفعون شعار حرية الرأى فى غير موضعه، ويرتضون أن يتحولوا بأسمائهم وما يكتبون إلى جزء من مادة الدعاية الإخوانية
الفئات الثلاث لا تعرف أو تعرف وتتجاهل، أو تعرف وتعاند، أن علاقة الإدارة الأمريكية بكبار الكتاب والباحثين هى علاقة تشبه الباب الدوار، هم يؤثرون فيها بقدر ما تستخدمهم، وكثير منهم عملوا مستشارين فى السفارات المهمة وفى طواقم مجلس الأمن القومى، وكتاباتهم يمكن أن تكون مؤشرات مطلوبة أو تهديدات مرغوبة من البيت الأبيض لموازنة التحول الإيجابى مع مصر.
وللحديث بقية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة