وإعادة افتتاحه مؤشرا لعودة الاستقرار..

متحف المجوهرات الملكية شاهد على 147 عاما من تاريخ مصر

السبت، 18 أكتوبر 2014 08:10 م
متحف المجوهرات الملكية شاهد على 147 عاما من تاريخ مصر ممدوح الدماطى وزير الآثار
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدى 147 عاما حكمت أسرة محمد على مصر، ولم يبق منها غير أحداث دونت فى كتب التاريخ ومجموعة كبيرة من المجوهرات أصبحت شاهدا على عصر تلك الأسرة، حيث تحمل كل جوهرة قصة وكل فص من فصوص الذهب أو الماس أو الزمرد حكاية عن صاحبها أو صاحبتها ومناسبتها، مجموعة المجوهرات الثمينة والتاريخية تم وضعها فى متحف المجوهرات الملكية بزيزنيا بالإسكندرية.

ويقوم وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار، غدا الأحد، بإعادة افتتاح متحف المجوهرات الملكية مرة أخرى بعد إغلاقه عقب اندلاع ثورة يناير 2011، لمدة 3 سنوات حرصا على سلامة مقتنياته الفريدة والنادرة خاصة بعد حالة الانفلات الأمنى التى شهدتها البلاد عقب الثورة وهو ما يعد مؤشرا لعودة الأمن والاستقرار لمصر، وكان أول افتتاح للمتحف عام 1986، ثم تم إغلاقه عام 2003 لتنفيذ مشروع ترميم متكامل للمتحف استغرق 7 سنوات وتم افتتاحه عام 2010.

وللمتحف أهمية خاصة، حيث يعبر عن جزء من تاريخ مصر بما يحتويه من مقتنيات رفيعة المستوى تعكس مدى التحضر الكبير، حيث تميزت أسرة محمد على باهتمامها الشديد بمظاهر الثراء المادى والفنى فكان اقتناؤهم للتحف الثمينة والمجوهرات النادرة، وكانت الأعياد والأحداث التاريخية وحفلات التتويج والزفاف والاحتفالات الرسمية مناسبة مهمة يظهر فيها ولعهم بهذه المقتنيات الثمينة ومن ثم فقد توفر لأسرة محمد على العديد منها والتى ارتبطت فى معظمها بتلك المناسبات التاريخية والتى كانت تورث جيلا بعد جيل.

وفى أغسطس 1952 صدر قرار مجلس قيادة الثورة باسترداد أموال الشعب وممتلكاته من الأسرة المالكة وصارت تمثل تراثا مهما يعكس فترة تاريخية طويلة امتدت لقرابة قرن ونصف شهدت أحداثا تاريخية أثرت تأثيرا مباشرا فى حياة الشعب المصرى وفى المنطقة العربية، وتمت مصادرة المجوهرات الملكية ووضعت فى خزائن الإدارة العامة للأموال المستردة ولم يخرجها من عزلتها سوى تقرير المجالس القومية المتخصصة الذى أوصى بإنشاء هذا المتحف.

ووقع الاختيار على قصر الأميرة فاطمة الزهراء بالإسكندرية ليكون متحفا لمجوهرات أسرة محمد على لاعتبارات متعددة يأتى فى مقدمتها أنها إحدى أميرات تلك الأسرة كريمة الأمير حيدر فاضل نجل الأمير مصطفى فاضل شقيق الخديوى إسماعيل، وقد شيدت السيدة زينب كريمة على باشا ووالدة فاطمة الزهراء هذا القصر فى عام 1919م وأكملت بناءه وزخرفته الأميرة فاطمة الزهراء على الطراز الأوربى الذى كان سائداً فى القرن التاسع عشر.

ويعد القصر فى حد ذاته متحفا لفنون العمارة الأوروبية تتناسب مع المعروض من تلك المجوهرات التى يعود تاريخها إلى عام 1805 عندما تولى محمد على باشا عرش مصر، حيث قام بتصميمه وتنفيذه مهندسون وفنانون إيطاليون وفرنسيون وبلجيك على طراز أوروبى، وتبنت المدرسة التى نفذت ديكورات القصر مبادئ مدرسة مايكل أنجلو التى تستخدم الألوان الهادئة.

ومتحف المجوهرات الملكية، هو أكبر المتاحف المصرية وأغلاها وأثمنها لما فيه من نفائس المجوهرات والحلى وتبلغ مساحته نحو4185 مترا مربعا، ويضم 924 قطعة أثرية (ما بين معروض ومخزون) من مجوهرات الملك فؤاد والملك فاروق وزوجاتهما وأمراء وأميرات العائلة المالكة، كما تضم قاعاته العديد من اللوحات والزخارف والتماثيل النادرة.

ومن أبرز المقتنيات الأثرية والفنية النادرة بالمتحف علبة النشوق الذهبية المرصعة بالماس والخاصة بـمحمد على مؤسس الأسرة والشطرنج الخاص به وسيف التشريفة الخاص به وهو مصنوع من الصلب على شكل رأس ثعبان به 600 ألماسة، أما مجموعة الملك فاروق فقد اتسمت بالبذخ وكثرة استخدام الماس فيها وتم تخصيص 3 قاعات لها، ومنها (بالتخشيخة) التى كان يستخدمها وهو طفل لاستدعاء أحد الخدم وصنعت على هيئة التاج الملكى من البلاتين المرصع بالماس والزمرد والياقوت وتتوسطها قنة من البلاتين مطلية بالمينا البرتقالى وبداخلها كرات صغيرة من الذهب ولها يد من العقيق، والعصا المرشالية التى طالما استخدمها فى تنقلاته وهى مصنوعة من الأبنوس والذهب، وشطرنج من الذهب المموه بالمينا الملونة المرصع بالماس، وصينية ذهبية عليها توقيع 110 من الباشوات، وطبق من العقيق مهدى من قيصر روسيا، كما يضم المتحف مجموعة مجوهرات الأميرات, والامراء والملكة ناريمان, والاوسمة والقلادات والنياشين.

ولعل أول ما يلفت النظر فى قاعة الأميرات تاج الأميرة شويكار وهو من أضخم تيجان مجوهرات أسرة محمد على وأجملها فى حين تأتى قاعة الملكة فريدة فى المرتبة الثانية بعد قاعة زوجها الملك فاروق ومن مقتنياتها التاج المصنوع من الذهب والبلاتين والمرصع بعدد 1506 قطع من الألماس مع قرط من البلاتين والذهب مرصع بعد 136 قطعة من الماس، بالإضافة إلى مجموعة رائعة من الأقراط المرصعة بالماس والياقوت والزبرجد والزمرد وطقم كامل من المرجان، فيما تضم مجموعة الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق والزوجة الأولى لشاه إيران الراحل محمد رضا بهلوى محبسا من البلاتين عليه اسم الأميرة فوزية مرصع بالبرلنت وتوكة حزام مرصعة بأكثر من 240 قطعة من الماس.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة