روى لى المحامى الحقوقى مالك عدلى عن واقعة حدثت معه أثناء قيامه بالدفاع عن أحد الشباب المتظاهرين الذين تم القبض عليهم.
كان الأستاذ مالك عدلى يتأهب للدفاع عن الشاب إذ تقدم والد الشاب إلى الأستاذ مالك وسأله عن الأتعاب، فأجابه مالك بعفوية : لا يا حاج، إحنا متطوعين مش بناخد أتعاب. أجاب الأب: ليه؟ فقال مالك مندهشا: ليه إيه؟ فنظر الأب إلى مالك بتشكك وقال : حتستفيد إيه؟ ليه بتدافع عن ابنى من غير ما تاخد فلوس؟ فابتسم مالك: يا حاج يعنى هو ابنك استفاد إيه لما نزل مظاهرة؟ فأجاب الأب بسرعة: ابنى قليل الأدب وأنا ما عرفتش أربيه.. فجاءت إجابة مالك فورية: وأنا برضه قليل الأدب وأبويا ما عرفش يربينى زى ما أنت ما عرفتش تربى ابنك بالظبط.
الحوار المذكور أعلاه يلخص علاقة الأجيال الحديثة بجيل الآباء، وإن كان الأمر مع جيل الأجداد مختلفا بعض الشىء لظروف تاريخية
«ابنى قليل الأدب وأنا ما عرفتش أربيه»
هذا هو بالتحديد بيت القصيد، فالأجيال الشابة ترى أن لها مستقبلا فى هذه البلاد، تنظر حولها وتجد أن المستقبل الذى ينتظرها مستقبل خامل، يصيب من يعايشه بالأمراض النفسية والعضوية والعصبية، أجواء خانقة، حياة قاتمة، شباب يعيش منتظرا ضحكة حقيقية من القلب، فرصة تشعره بأنه متحقق فعلا، إنجاز، تضحية فى محلها، مصاعب مرة تنتهى بمذاق حلو، أى منظر.. المهم ما يقعدوش كده فى انتظار الترهل الجسدى والنفسى كما حدث لآبائهم. أما جيل الآباء – فى أغلبه ولا أعمم– فيرى فى هؤلاء الشباب الذين لا تعجبهم صورة آبائهم ولا ما انتهوا إليه، مجموعة من قليلى الأدب: ما أنا لو كنت ضربتك بالحزام زى ما أبويا كان بيضربنى ما كنتش طلعت كده، لكن أنا دلعتك للأسف، وكنت فاكر إن الدلع ده حيطلعك حنين... طلعت عيل قاسى، عايز تحرق قلبى وقلب أمك عليك، وتخرب البلد يا خاين.. مالنا؟ ما إحنا كويسين، وطول عمرنا عايشين كده، وأهى ماشية، وربيتك وكبرتك وعملتك بنى آدم عشان فى الآخر تطلع تبوأ فيا، وخدتك الجلالة بتبوأ فى رئيس الجمهورية والشرطة والجيش كمان... ما تهدوا وتشوفوا مستقبلكو وتعملوا حاجة مفيدة بدل الصياعة فى الشوارع والنوم على الأرصفة كده، وبكرة تلمى لى بت صايعة من الأشكال اللى بتشوفها فى المظاهرات وتقول لى أتجوزها كمان.. العيب مش عليك العيب على اللى ما عرفش يربيك. لكن الشاب يرى فى كلام والده هراءً، قد يفصح بذلك، وقد يصمت حفاظا على صحة والده وضغطه وقلبه وسكره، إلا أن حديثه الداخلى يصم جيل والده بأنه جيل النكسة، ويتهمه بأنه صمت على الظلم وسار بداخل الحائط حتى تفاقم الأمر واضطر الشاب لشم الغاز واستقبال الخرطوش فى أنحاء جسده ليصحح ما فعله والده، ويتساءل فى سخرية عن «البت الصايعة» التى يمكن أن يتزوجها ومتى؟ وهل لو استمر الحال فى البلاد على هذا المنوال سيتسنى للشاب أن تكون له حياة وأسرة؟ ويظن أن والده يرضى بالامتهان لأنه تعود على الضرب بالحزام وهو طفل، واستمرأ الذل حتى إنه يضعه على رأس الأولويات فى الخطة التى يرسمها عنوة لحياة ابنه. لذا، فإن أصواتا كثيرة من جيل الآباء تطالب بممارسة القمع، وتفصح صراحة بأن الحل هو الديكتاتورية، بقول آخر، يطالب الأب الدولة بأن تضرب ابنه بالحزام نيابة عنه. والحقيقة أن جيل الآباء لا يحق له أن يرسم مستقبل جيل سيعيش فى هذه البلاد بعد أن يكون الآباء قد واراهم الثرى، ولا يحق له أن يتهم من يريد أن يرسم مستقبله كما يحلو له بأنه قليل الأدب.. بس الشباب خفوا على أهاليكم شوية، غلابة برضه.
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
لا وإنت الصادقة : المحامى الحقوقى بيقبض من حته تانية
عدد الردود 0
بواسطة:
حازم
الى الاستاذه نواره
عدد الردود 0
بواسطة:
د.صادق
انت تعيشين فى الاوهام
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام
انتي وزماليلك شباب 25 يناير انتوا امل وفخر ل مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الرحمن الشهاوى
والله انت عظيمة يانوارة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
مشكله تربيه
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم ذكى
تفكيك المجتمع
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم خليل
مفيش ظلم تانى مفيش خوف تانى نشكر الجزيرة
نوارة نجم تحياتى
عدد الردود 0
بواسطة:
التفكك الأسرى
نواره تتحدث عما يدور بخلدها .. نواره ضحيه التفكك الأسرى .. شباب مصر موش كله دكه
التفكك الأسرى
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
وقائع القهر والبطش لا تعد ولا تحصى - نحن بكل اسف نزرع صراع وصراخ الاجيال دون ان ندرى
بدون