لا أريد أن أقارن بين مشهد الاحتفال بذكرى حرب السادس من أكتوبر أمس ومشهد الاحتفال فى 2012 ولا أرغب فى التذكير بكآبة المنظر داخل إستاد القاهرة وقتلة صاحب الذكرى والانتصار والعبور يتصدرون الصفوف الأولى والأبطال الحقيقيون للحرب المجيدة غائبون تماما عن المشهد ولم يأتِ ذكر اسم الرئيس الراحل أنور السادات فى كلمة المعزول الإخوانى، فجاء الاحتفال كئيبا حزينا أصاب المصريين بالحسرة على قيادة جاهلة فاشلة لا تعرف قيمة الحدث ومعناه للشعب المصرى، فكان إحساسا قاسيا بإهانة ذكرى النصر العظيم فى تاريخ مصر والعرب على إيدى عصابة الإخوان ورئيسهم بدعوة القتلة وتجاهل أسرة قائد المعركة وأبطالها وأسر شهدائها. كانت لحظة لا أعادها الله مرة أخرى ومحاها من ذاكرة التاريخ.
لا مجال للمقارنة لأن ما حدث لا يستحق، وجملة اعتراضية يجب شطبها، دعونا نراجع مشهد الاحتفال بالأمس ولقطاته المدهشة ووسط الحضور يطالب الرئيس الجيش بأداء التحية العسكرية للشعب المصرى البطل الحقيقى فى كل فترات الانكسار والانتصار الذى لم يتخل عن جيشه فى لحظات المحن والشدائد وتحمل وضحى من أجل إعادة بنائه وتسليحه بأعز ما يملك من نفس ومال، وتجلى التلاحم بين الشعب وجيشه من بعد هزيمة يونيو وحتى معركة النصر العظيم فى أكتوبر 73.
سلام سلاح.. كانت تحية عرفان وتقدير واعتزاز من الجيش إلى الشعب. وهذه المرة الأولى التى يأمر فيها القائد الأعلى فى ذكرى الانتصار بأداء التحية العسكرية للشعب.
فى مشهد الأمس العظيم.. اعتراف وتقدير مصر بدور أشقائها العرب فى معركة العروبة فى رسالة واضحة الدلالة على أن التلاحم والتضامن العربى هو السبيل للنجاة من مخطط التقسيم والفتنة، فوجود قادة ممثلين عن سوريا والمغرب والجزائر والإمارات والسعودية والكويت والعراق والأردن وتونس وليبيا فى طابور العرض بالكلية الحربية يؤكد أن لا قوة للعرب بدون مصر ولا قوة لمصر بدون العرب، وهذه حقائق التاريخ وواقع الجغرافيا.
فى مشهد الأمس أيضا كان الأبطال الأحياء والشهداء حاضرين. حملت بعض المقاعد أسماء قادة المعركة الراحلين مثل المشير أحمد إسماعيل على والمشير عبدالغنى الجمسى ومحمد على فهمى والفريق سعد الدين الشاذلى وغيرهم من قادة معركة الشرف والمجد والبطولة، وحضرت أسرة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وأسرة بطل معركة العبور والنصر الرئيس أنور السادات.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة