لفن الكاريكاتير المصرى دين كبير فى عنق الفنان المدهش "حجازى"، الذى استطاع أن يجعل من هذا الفن صوتا للبسطاء والفقراء والمهمشين فى هذا البلد الأمين، واليوم 21 أكتوبر تمر ثلاث سنوات على رحيل هذا الفنان المتفرد فى تاريخ الكاريكاتير العربى.
فى عام 1936 ولد أحمد إبراهيم حجازى فى الإسكندرية لأب بسيط يعمل سائقا للقطارات، لكنه عاش طفولته وصباه فى مدينة طنطا التى عاد ليستقر بها فى سنواته الأخيرة رافضا ضجيج القاهرة وصخبها متعففا عن الصغائر والدنايا.
نظرًا لموهبته الفذة أثبت حجازى حضوره فى مجلة التحرير مع الفنان حسن فؤاد، ثم التقطه أحمد بهاء الدين ليعمل فى مؤسسة روز اليوسف لينطلق فى فضاء الفن كوكبًا لامعًا متوهجًا.
لاحظ أن وعيه تفتّح مع اندلاع ثورة يوليو 1952، التى سعت إلى تحقيق قدر معقول من العدالة الاجتماعية، محاولة بدأب إنصاف الفقراء من فلاحين وعمال وموظفين صغار، وهكذا انحاز حجازى اجتماعيًا إلى المعذبين فى الأرض، وقد تجلى هذا الانحياز فى مئات الرسوم التى ازدانت بها الصحف والمجلات المصرية، وهذا الانتصار للفقراء يعتبر أحد أهم خصال حجازى.
يحسب لحجازى أيضا أنه أسهم بنصيب فى فك أسر رسام الكاريكاتير من سجن أفكار رئيس التحرير أو إدارة المطبوعة، إذ كان الرسام قبله مجرد منفذ لآراء صاحب الجريدة، لكن حجازى أثبت حضوره بأفكاره الخاصة وآرائه المحددة، وهكذا يمكن القول إنه فيلسوف الكاريكاتير حيث أدلى - فنيًا - بمقولات كاريكاتورية عن السياسة والاقتصاد والأثرياء والأغنياء والحب والجنس والمرأة إلى آخر القضايا التى تشغل بال كل مهتم بالناس والحياة.
لم تكن رسوم حجازى مجرد صرخات زاعقة فى وجه البطش والتنكيل والفقر فحسب، وإنما كانت تشع ببريق ساخر يفضح الكذب ويعرى النفاق، هذا البريق يتكئ على تاريخ عميق من الحس الفكاهى المصرى، وقدد عززه الفنان الراحل بموهبته المتفجرة فى الرسم، حيث الأناقة هى العنوان الأمثل للوحاته، فترى الشخوص والأشياء سابحة فى غلالة من رشاقة فنية محببة.
أما الأطفال، فقد وهبهم حجازى أجمل الرسوم فى مجلة ماجد وغيرها، فليرحمه الله.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الكاريكاتير فن عظيم يغنى عن الكثير من الكلام ويساهم بشكل محبب فى تمثيل الحدث او المشكله
الله يرحم فيلسوف الكاريكاتير حجازى