«الفاضى يعمل قاضى»، مثل ينطبق على هؤلاء الذين يضعون أنفسهم دائما فى محل المحاكمة ويدفعهم الفراغ والفشل إلى محاكمة الآخرين والحكم عليهم وانتقادهم، بينما يظلون عاجزين عن انتقاد أنفسهم وتصحيح مساراتهم.
خلال أربع سنوات إلا قليلا لدينا رأينا عشرات ممن تصدروا المشهد السياسى، وكلما جاءت سيرة الانتخابات أطلقوا تحفظات واعتراضات ومخاوف، وإذا ترشح شخص لمنصب أو مكان فهم يعارضون ويرفضون، من دون أن يقدموا للناس بديلا. ونقصد الأحزاب التى تبقى أغلب الوقت فى حالة غضب وانتقاد ورد فعل. ولا يخفى على أحد أن الأحزاب القائمة قديمها وجديدها عاجزة عن مغادرة القاهرة أو النزول للناس.
ويصعب على المواطن المطلع أن يذكر أسماء خمسة أحزاب، ناهيك عن قياداتها. ربما يحفظ أسماء نجوم التوك شو، الذين لا يراهم إلا فى الفضائيات، ودائما ما تكون فى حالة تحفظ وغضب ورفض. والنتيجة أحزاب أشهر من أعمالها، بل حتى رؤساء الأحزاب أنفسهم يظهرون بصفاتهم كنشطاء سياسيين أكثر من صفاتهم الحزبية. وأسماء أشهر من إنجازاتها، كانت الأحزاب دائما ما تشكو أنها محاصرة أيام الحزب الوطنى، هى الآن غير محاصرة، ولها حق الحركة وحرية الاجتماع والمؤتمرات، وليدلنا أحد على حزب أخذ أعضاءه إلى المراكز والقرى وقدم نفسه للناس أو بحث معهم مشكلاتهم ومطالبهم وتحفظاتهم.
الحادث أن ما تطرحه الأحزاب لا يغادر العاصمة والمقرات، وحتى المقرات المركزية غالبا ما تنشط فى مواسم الانتخابات الحزبية وتوزيع المناصب، أو الصراع عليها، فضلا على الشاشات. وحتى الحديث عن عقد تحالفات انتخابية يظل مجرد لقاءات مركزية. ثم إن الأحزاب تبدى مخاوفها من فلول أو إخوان أو سلفيين، وتدعو لإبعادهم، من دون أن تقدم للناس بديلا، أو مبررا ليثق فيهم.
ماذا تعرف الأحزاب عن الفلاحين ومشكلاتهم، وما هى الطرق التى تخاطبهم بها، وكيف يمكنها أن تقترب منهم وتتحدث معهم وتعبر عن تفهمها لمشكلاتهم، ونفس الأمر مع العمال أو الموظفين أو حتى رجال الأعمال. وما هو الشكل الأمثل للانتخابات، وكيف يمكن أن يكون مجلس النواب القادم ممثلا للشعب وليس ممثلا لكتل مصالح، وما هو الضمان لإبعاد الفاسدين والمفسدين.
وليس لدى الأحزاب حجة، كانت هناك رغبة فى المشاركة توفرت بعد يناير، عكستها حجم المشاركة فى كل الانتخابات والاستفتاءات، وشباب لديه طاقة للعمل، ودور الأحزاب أن تضمهم وتضعهم فى الصدارة وتوفر لهم التدريب والظروف، ليشغلوا المحليات والبرلمان، بعيدا عن الأسماء المرفوضة، لكنها لا تفعل حتى الآن غير الكلام، وهو كلام مدهون بزبدة، وتوك شو!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
لعبة التحالفات الوهميه لن تزيدنا الا اصرارا بالتمسك بالشباب والمرأه فى قيادة المستقبل
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد مـتولـى
أحــزاب إيـه ؟ ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
كنباوى
2- حزب الكنبة - يشاهد الثورات ستالايت
كفاية إنك - رئيس جمهورية نفسك
عدد الردود 0
بواسطة:
فالكون
2- شرطة مجتمعية = مخبر لكل مواطن ..
هل عاد البنطلون يا فالكون ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
مثلما فعلنا مع المخلوع والمعزول سوف نكسر 100 قله وراء كل من يحاول شدنا للوراء وادخالنا النفق المظلم
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
كنباوى
5- بس ده بيضرب فى المليان من غير حساب
يعنى حيروح شبابك هدر
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الى6 - دايما الثوره متقومشى الا بالضرب فى المليان - الصبر جميل
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
مريم سلام
حتى برامج التوكشوز لا تهتم بهم
عدد الردود 0
بواسطة:
كنباوى
7 - فعلا الشعب الأصيل بطل
رجالة وطول عمر ولادك يابلدنا رجالة ..