عندما يتحدث مسؤول فى إدارة أوباما عن ضرورة مكافحة الإرهاب، فلابد أن ننتبه ونطرح جميع الأسئلة المسكوت عنها، ومنها مثلًا: عن أى إرهاب يتحدث المسؤول الأمريكى الذى تصنعه أمريكا.. أم الذى تصنعه وتحاربه لأن مهمته انتهت، أو لأنه خرج عن السيطرة؟ عن الإرهاب الذى تعتبره الإدارة الأمريكية وحدها إرهابا، أم الذى يتفق البشر الأسوياء على وصفه بالإرهاب؟ عن الإرهاب الواضح الصريح مثل ميليشيات القتل فى سوريا والمدعومة بالسلاح والإعلام من البيت الأبيض، والممنوحة تسميات وأوصافا لطيفة، أم الإرهاب المغضوب عليه مثل نظام بشار؟حركات التحرر والمقاومة ضد الاحتلال وفى مقدمتها المقاومة الفلسطينية والتى شوهتها أمريكا ودمغتها بالإرهاب أم أشكال الاحتلال وفى مقدمتها الاحتلال الإسرائيلى الذى أسبغت عليه أمريكا المشروعية والحماية، ومنحته أدوات القتل والتدمير لأصحاب الحقوق؟
باختصار الولايات المتحدة الأمريكية هى أكبر راع للإرهاب فى العالم وهى من يصنعه وينشره ويستخدمه لإدارة العالم والتحكم فيه، أقول هذا الكلام المعروف والمتكرر بمناسبة تصريحات أحد مسؤولى إدارة أوباما للزميل بهاء الطويل على «اليوم السابع»، والتى طالب فيها الإدارة المصرية بتبنى المنظور الأمريكى للإرهاب، يعنى نشارك ونتعاون فى الحرب المشبوهة ضد داعش، التنظيم المصنوع بأوامر أمريكية والمصروف عليه من الخليج بأوامر أمريكية، وفى الوقت نفسه نقبل بالمفهوم الأمريكى الذى يربى ثعابين الإخوان وميليشياتهم المسلحة فى بيوتنا ويحميهم، لأن دورهم لم ينته بالنسبة لإدارة أوباما.
المفهوم الوطنى للإرهاب يقول أن كل من يرفع السلاح ويزرع المتفجرات ويحرض على العنف المسلح وترويع الآمنين، أو يتعدى على الملكيات الخاصة والعامة، فهو إرهابى ابن إرهابى، وبذلك تكون جماعة الإخوان إرهابية بالثلاثة، ولا يجادل فى ذلك عاقل، لكن المسؤول الأمريكى يكذب ويدعى أن الإدارة المصرية لم تقدم دليلا على أن الإخوان جماعة إرهابية، فماذا نقول لهذا المسؤول الذى يعرض الخطاب الرسمى لإدارة أوباما؟ هل نقدم له الأدلة التى يعرفها للمرة المائة؟ هل نكشف أوراق التعاون الأمريكى الإخوانى على تقسيم مصر وبيعها بالمتر؟ هل نواجهه بأن الضغط على الإدارة المصرية بالميليشيات الإرهابية لن يحقق المصالح الأمريكية فى المنطقة؟ هل نستخدم أوراق الضغط المتاحة لإجبار البيت لأبيض على فقدان الأمل فى الجماعات الإرهابية مثل الإخوان، أم نتجاهل كل خطابه ونصمت؟ السؤال يظل مفتوحًا.