«هل رأيت الفيل يا نبيل؟!».. كان هذا سطرًا افتتاحيًا فى أحد دروس القراءة بكتاب القراءة الرشيدة منذ ما يزيد على 70 عامًا مضت، وأتى السطر الافتتاحى بتساؤل من طفل لصديقه بعد زيارة حديقة الحيوانات فى إطار التعجب من منظر مهيب للحيوان الضخم، إلا أنه حمل بين طياته حالة قد توصف بالبلاهة التى قد يوصم به الطفل الأول، لأنه لا جدوى من سؤال إجابته السريعة والبديهية «نعم» إلا لو كان الطفل الثانى هو الأبله الذى لا يعرف الفروق بين أنواع الحيوانات والزواحف والطيور التى من المفترض أنه شاهدها. وقد يرى الكاتب أن هذا الدرس وأمثاله من دروس أخرى قد ساهمت فى خلق عقليات تُعرف الماء بالماء، أو تتخرج من المدارس والجامعات تحمل على ظهورها أسفارًا لا تفقه من محتواها شيئًا إلا من رحم الرحمن واستثناه، وقد لا يكون محمد إبراهيم، وزير الداخلية الحالى، من هؤلاء المستثنين، بل يكاد يكون مثالًا واضحًا نذهب به كنموذج للدراسة وعمل الأبحاث عليه لدراسة قدراته العميقة ببعض من علامات الاستفهام.
هل يعانى الوزير من عدم الفهم أو الاستيعاب مثلًا؟
ولعل أساس الدراسة يكمن فى عدد من الأسئلة لا تحتمل الجدل، طرحها الشاعر مايكل عادل بمنتهى الهدوء استنكارًا، لماذا لم يقم وزير الداخلية بتأمين:
مديرية أمن الدقهلية
مديرية أمن القاهرة
دار القضاء العالى «سبحان الله» ! مين كان يتوقع أن محيط دار القضاء مستهدف!
المترو
قصر الرئاسة
ساحة السيد البدوى بطنطا
ركابه الشخصى
السؤال الذى يطرحه الكاتب فى غير استهزاء إنما بكل أمانة:
هل يستحق هذا الضابط الرتبة بدرجة وزير، ويحتاج إلى محلول الفطنة المركز، والذى انعدمت رؤيته الأمنية، أن يظل فى موقعه، خاصة بعد أن تكبد الوطن جراء قدراته المحدودة دفع فاتورة باهظة من أرواح المدنيين وضباط وأفراد الشرطة؟!
السؤال الثانى الذى يطرحه الكاتب أمام السيد الرئيس:
لماذا أعطيت ثقتك لهذا الرجل بعد 30 يونيو، فقد كان محل ثقة الإخوان لأنه أشبه بشخصية «زكى قدرة» التى جسدها الراحل عادل أدهم، فقط يمتثل للأوامر، فقام بضرب وسحل المتظاهرين المدنيين ضد الإخوان لمدة 5 أشهر كاملة منذ توليه مهام منصبه بعد مجزرة الاتحادية 5 ديسمبر 2012، حتى قيام ثورة يونيو التى شاركت الشرطة المصرية فى دعمها بسبب بيان نادى ضباط الشرطة، لا بسبب الوطنية المفرطة لدى هذا الوزير؟
أليس من حقنا أن نفهم يا سيادة الرئيس؟
لماذا جددت الثقة لهذا الرجل من خلال حكومة الببلاوى ثم حكومتى محلب؟
ألا يعى وزير داخليتكم أن هيبة الوطن هى تأمين منشآته الحيوية وميادينه الكبرى، لا أن ينشغل بطبيعة العلاقة بين شاب وفتاة يستقلان سيارة فى طريقهما للعين السخنة أو الساحل الشمالى ما داما لم يقوما بفعل فاضح؟
ألا يعى وزير داخليتكم أن جلب استثمارات للبلد مرهون بتأمينه للبلد وليس ببحث هل ينتقل أحمد دومة للمستشفى أم لا؟
سيدى الرئيس لقد فعل الإخوان بوزير داخليتكم ما لم يفعله الحُواة بطفل يسيل لعابه على جانب فمه، فالحاوى كان يصرف انتباه أطفال حتتنا عن خفة يده بمقولة «بص العصفورة»، أما ما فعلوه بوزير الداخلية فقد كان «تعالى نوريك الفيل إزاى بيتصر فى المنديل»، والكارثة أنه صدق! وكاد يسأل: أين المنديل؟ ولم يلتفت لوجود الفيل من عدمه!
سيدى الرئيس هل أنت راضٍ عن «نبيل»؟
سيدى الرئيس الذى قمت بانتخابه بل وساهمت فى إقناع آخرين به، ودعنى أقول، بل دافعت عنه مقتنعًا، اقرأ ما كتبه مايكل عادل بصوت مسموع بينك وبين نفسك:
فى قلب الشارع المليان بألف كمين
ونقطة شرطة الأخلاق على الناصية
ولا بتسمح بلمسة عشق بين اتنين
ولا بتمنع جريمة لمس بالعافية
فيه كام مليون أمل مسروق من الماشيين
ولقمة عيش بتتقسم ومش كافية
وليلة صيف بلا نسمات ومش دافية
ونظرة خوف ورا الشباك بتتدارى
فى قلب الشارع المليان بألف كمين
هنا مبدور على الأسفلت أحلامك
هتهرب م الشمال، هتلاقى غيره يمين
وتلقى الكف فوق جسمك وقدّامك
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
رضاك ياالله
رسالة لوزير الداخلية "كفاية"