أين نعيش، فى دولة أم غابة؟، مرجعيتنا دستور أم مرجعيتنا أكاذيب وهلاوس بشرية؟، يحكمنا قانون أم تحكمنا مصالح وأهواء شخصية؟
هل قررنا أن نبطل عمل عقولنا لفترة، ونستسلم لتخاريف وخزعبلات تعرض على قناة مملوكة لرجل أعمال سيراميك مبارك؟!
هل أصبحت تلك البذاءات والألفاظ والإساءات والخوض فى الشرف والأعراض هى الذوق العام لمجتمعنا؟!
هل أصبحنا ننتظر أن تصدر أحكام الخيانة والعمالة والتجسس من مذيع برتبة مخبر أمن دولة مبارك! لو اجتهدت قليلًا وبحثت لبعض الوقت ستعلم من هو، وما هو تاريخه، وكيف كان يطبل لكل الأنظمة بمقالاته حتى النظام الإرهابى فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى؟، فالأرشيف الصحفى لا يزيف التاريخ، بل يسجله حتى لا ننسى ولا ننخدع، ولكن من الواضح أننا نتناسى لنخدع أنفسنا بكل أسف.
نحتاج وقفة سريعة من قبل الدولة تجاه ما يحدث من تأخر وتأجيل نظر العديد من البلاغات، وتقديم حيثيات للرأى العام حول هذا التأجيل أو التجاهل، وأن توضح وتعلن أسباب ذلك للشعب بأكمله، لأن ما يحدث فى قناة رجل سيراميك مبارك ليس إساءة أو سبًا وقذفًا لأشخاص فقط، أو تحريضًا على الكراهية والعنف والقتل فقط، لا هو أكبر من ذلك بكثير، فهو إساءة لدستور البلاد، وانتهاك لما تضمنه الدستور من مواد عرضت للاستفتاء الشعبى وحازت قبول %98 من الشعب المصرى.
والإساءة للدستور ستؤدى إلى بلبلة، ونزع فتيل أزمة مجتمعية من الممكن أن تخل بالأمن القومى للبلاد، فثورة يناير شارك فيها ملايين المصريين، وليس عشرة أشخاص تتم استباحة سمعتهم وعرضهم ليلًا ونهارًا، وليس الأمر مقصورًا على ذلك، بل الأمر تعدى للإساءة لرئيس الجمهورية شخصيًا وللشعب المصرى حينما ذكرت القناة أن «اللى يقول على يناير ثورة يضرب على قفاه». وللعلم أيضًا، فالمذيع المخبر له العديد من المقالات التى تقول على «يناير» ثورة، فهل يرضى أن تنفذ دعوته عليه فى البداية؟!
لا أعلم كيف نكون فى دولة تسكت وتتجاهل كل هذا، والمفروض أنها دولة قانون، فالصمت عن ذلك يجعلنا نتساءل: أين الدولة وأين القانون؟
وإذا اعترفنا بأن هناك تقصيرًا من قبل الدولة تجاه التعامل مع مثل هذه القضايا، فأين نخبة المجتمع ورموزه من سياسيين وكتاب وإعلاميين وفنانين؟، هل يقبلون مثل تلك الإساءة؟، هل يوافقون أن يكون هذا نموذجًا للإعلام المصرى الذى يصدر للرأى العام؟، هل يتذكرون موقفهم من غلق القنوات الدينية، وكيف أيدوا القرار الحاسم السريع وكنت أنا أيضًا ضمن المؤيدين للقرار لما تبثه تلك القنوات من سموم تحريضية، وادعاءات بالكفر، مما يعرض المجتمع لأزمة كارثية؟!.. وها هى قناة أخرى تقوم ببث نفس السموم بألفاظ مختلفة، وأقنعة وطنية مزيفة، فلا نسمع لهؤلاء النخب صوتًا، فالمبادئ لا تتجزأ أيتها النخب المجتمعية!
دعوتى هنا إلى رئيس الجمهورية، إلى النائب العام، إلى وزارة الاستثمار، إلى كل مسؤول، وكل رمز، وكل مواطن يستطيع أن يشارك فى غلق هذه النافذة.. شارك، تحرك، ولا تصمت، فهذه النافذة تقذف قاذورات ليلًا ونهارًا على الجميع، مما سيؤدى إلى انتشار الأوبئة التى ستصيب الجميع من الرئيس للغفير، أفيقوا يرحمكم الله.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.